الإدارة بالتجوال وأهميتها في إدارة المؤسسات!
✍🏻 خالد جاسم الفرطوسي ||
(أنا القائد … وأعرف قدرات الموظفين.. ومن مكتبي … أنقل تحفيزي وعَتَبِي.. وجودي معهم يقللُ من شخصيتي.. ومن الممكن أن تسقطَ سلطتي وهَيْبَتِي)..
هذه بعض خرافات قادة من هم خلف الجدران الذين يتفاخرون قولاً لا فعلاً بمقولة:
(أنا الربّان)..
يقودون منظماتهم منذ سنين ولديهم عشرات ومئات الموظفين.. يكفيهم في المتابعة تقرير وما كُتب فيه قد يحدد المصير، وفي أحيانً أُخر يكفيهم وشاية أو بهتان ونفاق..
يسمعون ولا يشاهدون.. يقيّمون ولا يتابعون..
وغاب عنهم:
أن أحاديث عفوية تبني أواصر اتصال قوية؛ وأن الانفتاح والشفافية يجب أن يكون للمنظمة هوية..
قادة من هم خلف الجدران بعضهم يرى أن خروجه من مكتبه هو استنقاص من مكانته وتواجده مع الموظفين في أماكن العمل هو مدعاة لإهانته..
تجذرت فيهم ثقافة الكرسي والأبواب المغلقة، وإذا خرج من مكتبه فلابد أن تطأ قدمه الحرير..
غاب عنهم أن من صور الأداء الفعّال يكمن في مغادرة كرسي الدلال والإتجاه للميدان، للوقوف على طبيعة الحال؛ والتعرف على أداء وحاجات الموظفين بالاطلاع والسؤال المباشر؛ لا من خلال الحاسدين والحاقدين والمخربين..
في الثقافة الإدارية اليابانية هناك ما يطلقون عليه (الإدارة من موقع الحدث) أو كما هو مشهور اليوم في عالم إدارة الأعمال بإسم: (الإدارة بالتجوال)؛ ويقصدون بها خروج القادة لميادين العمل بشكل شبه يومي أو بشكل أسبوعي؛ ولو لدقائق للوقوف على سير العمل ومدى تقدم الخطط والبرامج والاستماع لاحتياجات الموظفين ورغباتهم مما ينعكس إيجابياً على رضاهم وزيادة فاعليتهم نحو تحقيق الأهداف.
فقد تَحُلُ زيارة ميدانية معضلة إدارية احتاجت لأشهر بين أروقة مكاتب من هم خلف الجدران ما بين ورق واجتماعات وصراعات؛ والسبب هو أنهم: يسمعون ولا يشاهدون.. يقيّمون ولا يتابعون..
فالإدارة بالتجوال علم اختصار المسافات الجغرافية واختصار المسافات الزمنية، وتحقيق التواجد الفعال في موقع الأحداث والمعايشة الحقيقية المتزامنة، وتحقيق المشاركة والشورى والتعاونية مع قوى العمل.
فالقائد الذي يهدف إلى تحقيق أهداف منظمته عليه أن يعمل بالإدارة بالتجوال كوسيلة من وسائل تحقيق ما هو مطلوب.
وعليه على ذلك القائد أن يتعرف على أصول الإدارة بالتجوال من جهة، ومن جهة أخرى أصول القيادة الناجحة، ودون ذلك فليكن على يقين تام أن حياة منظمته كمنظمة ناجحة ما هي إلا أيام معدودة؛ أما موته هو كمدير إذ أنه أساساً ليس بقائد فقد سبق موت منظمته، ولكن على قلوبً أقفالها؛ وأنى لفاقد الكمال أن يكون واهباً له.