الاثنين - 24 مارس 2025

هل بدا الاعداد لعزل شيعة جبيل وكسروان؟!

منذ 12 شهر
الاثنين - 24 مارس 2025

ناجي أمهز ||

 

ما حصل في جبل لبنان خلال هذا الاسبوع كتب عنه ناجي امهز مقال نشر عام 2022 عنوانه : “هل بدا الاعداد لعزل شيعة جبيل وكسروان” جاء فيه:

للأسف لقد دخل لبنان أزمة أكبر من أزماته السياسية والاقتصادية، أنها أزمة وجودية، وأنا لست مستغربا فقد تكلمت عن زوال لبنان قبل خمس سنوات (عنيت عام 2017)، وأيضا كتبت مقالا في31 – 7 – 2021 حملا عنوان “ترددات انفجار ٤ آب ونظام لبنان الجديد” جاء فيه: “الأول: تقسيم لبنان، كما أخبرتكم بمقالي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، حيث سيأتي الغرب إلى لبنان حيث يتخذ من منطقة جبل لبنان مقرا له، تحت ذريعة أنها منطقة آمنة وسكانها غير مناهضين للغرب، وهي بعيدة نسبيا عن مقرات الأحزاب والحركات المصنفة إرهابية، والمناهضة للغرب، وستكون أولويات الغرب هو إخراج كافة القوى المناهضة له من منطقة جبل لبنان، أو التضييق عليها حتى ترحل طوعا”.
والذي يقرأ المقال يجد فيه أدق التفاصيل والتصور الكامل لما يحدث اليوم وما سيحصل بالمستقبل، وما كان مستحيلا حصوله بالأمس، ها نحن نسمعه اليوم علنا وواضحا من غالبية القوى السياسية في هذه المناطق، مما يدل أن هناك حملة مبرمجة على الشيعة والتضييق عليهم كي يرحلوا طوعا، وبحال لم يرحلوا طوعا سيتطور الأسلوب كي يرحلوا قصرا، ربما من خلال التظاهرات، فالرأي العام تقريبا أصبح مهيئا بحال لم يتدخل عقال الوطن لوقف هذا الانحدار المتسارع إلى ما لا تحمد عقباه.

في 15 – 6 – 2021، نشرت مقالا: ماذا سيحصل في لبنان بعد اعتذار الحريري، جاء فيه، “سيجعل كل المناطق تعاني من فقر وجريمة منظمة وانهيارات دراماتيكية، فقط المنطقة الوحيدة التي ستنجو من هذه الفوضى هي جبل لبنان، لكن حتى منطقة جبل لبنان ستشهد حراكا على شاكلة غربلة محدودة لفئة معينة.

وجميعا نشعر بالفوضى التي تضرب لبنان، فما من يوم يمر وألا نسمع عن جريمة أو سرقة أو موجة غضب وتظاهرات، وحتما ستستوقفكم جملة” سيشهد جبل لبنان غربلة محدودة لفئة معينة “، وقد عنيت فيها الشيعة أي يتم غربلتهم ليتم فرزهم ثم عزلهم، واليوم يتم استهداف الشيعة بالتصريحات صبحا ومساء وحتى في الإعلانات على الطرقات.

( تلاحظون هنا دقة المقال الذي نشر قبل سنوات وكيف صور الجريمة كيف ستنتج تظاهرات وهذا الاسلوب طبق بالامس على النازحين السوريين خاصة في برج حمود حيث تجمهر عدد من الشباب مطالبين النازحين بالمغادرة، ربما قد تكون التظاهرات القادمة امام مراكز لحزب الله مثلا مع انه ما سمعناه من تصاريح تجاوز هذا الحد)

نحن أمام كارثة كبرى مطلوب فيها استعادة الحس الوطني والشعور بالمواطنة، والا لبنان ذاهب إلى أبعد من جهنم، لأن الكلام الذي يصدر من جهات كثيرة بأسلوب استفزازي بعيد عن مكافحة الفساد وطرح رؤيا إنقاذية، يعني أن هذه المرة الضحية ليس الوطن والمواطن بل الكيان اللبناني الذي كانت علة وجوده هو الشراكة بين الطوائف، وفي كلام قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي قال” لبنان أكثر من مجرد بلدا، بل رسالة سلام وكم نحن اليوم بحاجة إلى تطبيق أقوال قداسته، وأيضا استعادة أقول السيد موسى الصدر بأن الطوائف نعمة والطائفية نقمة، وبحال عجز الجميع عن تطبيق هذه الأقوال، لنذهب إلى تطبيق الطائف وأهم بنوده الغاء الطائفية السياسية، ليبقى لبنان لكل طوائفه، ومواطنيه.
فبل لبنان بلا شيعته يعني لا وجود للبنان كما لبنان دون الدور المسيحي لا وجود له، فهل نفهم من هذه التصريحات أن هناك فئة تريد الذهاب إلى فيدرالية خالية من أي شراكة، مما يعينني زوال لبنان الذي نعرفه.

بالختام المطلوب من اصحاب القرار خاصة حزب الله والكنيسة المارونية وما بقي من رعيل قديم يدرك قيمة لبنان التاريخي، اعادة انتاج طبقة سياسية اجتماعية ثقافية نخبوية لها قدرة على تعزيز الانصهار الوطني والا بحال فقدت هذه الشريحة لن يبقى مكان او اليات للتواصل، مما ينتج انفصال تام ينهي اعظم وارقى تجربة في الشرق الاوسط وهو لبنان الانسان بتعايشه ووحدة طوائفه.