مالذي احدثه طوفان الاقصى ليكون فعلا طوفان..!
المحامي عبد الحسين الظالمي ||
مرة اخرى طوفان الاقصى
مالذي احدثه طوفان الاقصى ليكون فعلا طوفان..!
فالعالم لم يعد كما كان قبل وبعد الطوفان وخصوصا بعد الرد الايراني على الكيان الغاصب
عملية الطوفان مزقت عقيدة اسرائيل العسكرية التي تعتمد على مجموعة من المبادئ (التفوق – القوة – الهجوم – الحسم – تقليص الخسائر – المبادئة والمباغته ).
بل يمكن ان تجعل اغلب جيوش العالم يراجعون مبادئ عقائدهم العسكرية حيث لم يكن مبدء القوة والتفوق كافي لتحقيق اهداف الجيوش سوى كانت اهداف توسعية او اهداف حماية وطنية حيث لازالت روسيا التي راهنت على حسم الحرب خلال ثلاث اشهر مع أوكرانيا وها هي تعدت السنة ولم تستطيع حسم المعركة وها هي اسرائيل التي تتشدق بانها صاحبة الجيش الذي لا يقهر وجيشها غارق في وحل غزه وساستها ليس لهم من سبيل سوى الاجرام .
وهاهي ايران تتسبب في قلب موازين النظام الدولي للمرة الثانية حيث كانت المرة الاولى عندما
انتصرت الثورة عام 1979 حيث غيرت موازين القوى في منطقة الشرق الاوسط عندما تحولت ايران من شرطي امريكا في الخليج الى الد اعداء امريكا وربيبتها اسرائيل ولازالت امريكا تعاني من الموقف الايراني منذ اربعين عام تقريبا وها هي اليوم
تعود لتغير موازين القوى وتحدث صدمة كبيرة ليس لاسرائيل فقط بل للدول الكبرى التي كانت تراهن على ان ايران لم تصل بعد الى مصاف دول الردع التقليدي حيث تمكنت ايران انها قادرة على الوصل الى اهدافها بالشكل الذي تريد وترغب بل سلكت ايران طريق الفرسان حيث اخبرت كل الجيران والاصدقاء انها سوف ترد وحددت الوقت والمسار وتركت التفاصيل تتكلم عن رد ارتقى الى مستوى جعل ايران قوة اقليمية كبرى ، وعدت ونفذت بالشكل الذي يجعل الذي يريد ان يمس ايران او يمس حلفائها يحسب الف حساب ، الصواريخ والمسيرات ضربة اسرائيل ولكن الضربة الحقيقية هي رسالة ايران لمن يراد له عمليا ان يقرء الرسالة ويشاهد تفاصيلها بام عينه ، الاسرائلين عاشوا ساعات لم تمر عليهم مرارتها من قبل عاشوا ساعات ليلة الهرير دخلوا الملاجىء وفرغت رفرف المحلات
من المواد الغذائية في حرب نفسية كان تاثيرها اضعاف تاثير الصواريخ والطائرات ولاول مرة يشعر ابناء غزة بمن ينتصر لهم ويذل عدوهم
ول الاقوى من ذلك ان هذا الرد دفن الى الابد عملية التطبيع التي صرفت لها اموال تبني دول وليس دولة واحدة ، طوفان الاقصى وتداعياته والرد الايراني على قصف القنصلية الايرانية في سوريا جعلت الامور تسير باتجاه غير تقليدي كاشفة عن الحقائق التالية :
1- النظام العالمي لم يعد كما كان قبل الرد الايراني فقد نسف مبدء القوة التي لا تقهر .
2- لم يعد القول قول الكبار فقط بل هناك من له راي اخر .
3- من يريد ان يقدم على عمل في الشرق الاوسط علية ان يحسب الف حساب فهناك مارد يكشف عن نفسه ، مارد اذا قال فعل .
4- الدول التي كانت تحاول تحجيم الدور الايراني في المنطقة وجدت نفسها تحصد نتائج عكسيه.
5- لم يعد كذب الكذابين ينفعهم فقد بانت الحقيقة كا الشمس في رابعة النهار من يدافع عن فلسطين واهلها ليس من يستخدم سلاح
الطائفية بل الطائفية هي التي دمرت فلسطين وها هم ابناء علي عليه السلام ينتصرون لدينهم رغم اختلاف المذهب .كاشفين عورة وكذب العروبين .
6- القادر على تحدي اسرائيل وخلفها امريكا وبريطانيا والغرب قادر ان يدك عروش من تسول له نفسه ان يعبث بامن جيرانه .وخصوصا نظام الجمهورية .
7- ان (الاعراب اشد نفاقا) تلك حقيقة ذكرها القران منذ 1400 عام .كنت اتوقع ارتفاع اسعار النفط ولم اتوقع ارتفاع اسعار الليمون الحامض في الاسواق العربية !.
8- الامن والسلام اما ان يكون للكل وما ان يسلب من عيون الكل .
9- حاصروا ايران ومنعوها من تطوير قدراتها الذاتية الدفاعية واليوم عليهم ان يحاصروا الدول التي تجهز قوائم شراء السلاح الايراني .
10- لو ردت اسرائيل على الهجوم الايراني فلم تحقق شىء مهما كان حجم الرد لانها بهذا الرد لا تكشف شىء جديد بل بالعاكس سوف تورط نفسها ومن يدعمها .
11 – من يقول انها مسرحية ، نقول ما اروعها من مسرحية يقف العالم باسرة مشدود لاحداثها والكاميرات تتابع كل صغيرة وكبيرة من احداثها
مسرحية قلبت ادوار توم جيري وصفق لها شكسبير ونسحب امام روعة مشاهدها ابطال المسرح الكلاسيكي .
والختام شعار (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ) قتلنا جالسين او قتلنا حاملين السيف (مسيرة )تهد مضاجعكم فانتم تألمون كما نألم هكذا وعدنا القران وقول الله هو الحق .
والخلاصة تقول ( مسيرات ايران غيرت قواعد الاشتباك وبدلت طرق الحرب والياتها ولم يعد احد بعيدا عن (الدرون القاسمية ).
وعلى اهل غزة ان يضعوا صورة الكف والمحبس
تعويذة في بيوتهم بدلا من صور جرذ الحفرة وصواريخه التي سقطت في صحراء النقب وتعويضاتها التي دفعها النظام المقبور بنت القبة الحديدية التي فشلت في التصدي لدرون و صواريخ سليماني .
(وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ).( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”).
المحامي عبد الحسين الظالمي 14/4/2024