الاثنين - 24 مارس 2025

رحلة السوداني إلى واشنطن مختلفة..!

الاثنين - 24 مارس 2025

🔷 علي الازيرجاوي ||

لايمكن إنكار أهمية تنظيم العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية لبلد مثل العراق تعرض إلى احتلال وارهاب سببه الرئيسي الولايات المتحدة نفسها التي يربطها بالعراق علاقات قسرية ملزمة من النواحي المالية والسياسية والأمنية والاقتصادية، هذه الحالة القسرية لازمت جميع رؤساء الوزراء وأشعرتهم بالضعف والحاجة لمن يمتلك القوة، وتلك المعادلة- الضعف قبال القوة – لم تتغير ولم تتزحزح عن مكانها رغم الإنتصارات التي حققها العراق على الارهاب ومخلفاته؛ فكانت زيارات رؤساء الوزراء شكليّة اكثر مما هي عملية ونديّة، وغالباً ما تكون الصراحة غائبة ويفرض الأمر الواقع على الطرف العراقي.

اما اليوم فإن العراق بدأ يأخذ منحى آخر في قوة الدولة وهيبتها وتفاعل الجمهور معها حتى فرض الاخ السوداني مساراً جديداً في العلاقات الدولية وأصبح العراق صاحب الكلمة المهمة في جميع المحافل السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها من خلال إدارة العلاقات المتوازنة مع الإقليم المحيط بالعراق ودول العالم، وإبرازه لرؤية ودور حكومي جديد يستند إلى قاعدة رصينة ومنفتح على مستوى عال من العلاقات المنضبطة وفق مصلحة العراق وشعبه الذي بدأ يرى إصلاحات حقيقية وخدمات تبشر بمستقبل أفضل، ومنظومة أمنية ينتمي لها القائد العام للقوات المسلحة لا تفرق بين جيشها وحشدها مما يؤمن سلامة البلد وأمنه، ويوفر البيئة الملائمة للاقتصاد الذي يوصف بالناشئ عالميا.

الضيف هذه المرة مختلف فهو يدخل إلى البيت الأبيض متسلحاً بإرادة وعزيمة صادقة للتعامل بندية ومغادرة حالة التبعية التي فرضها الاحتلال معبراً عن عدم حاجتنا لتواجدهم على أرضنا بالقدر الذي نحن نحدده ونفرضه، وفتح باب الشراكة دولة مقابل دولة، وتحت يده مشاريع مهمة، منها طريق التنمية المتوازن الذي يسيل له لعاب رجال المال والسلطة في الغرب، كما أنه يربط تجارة الشرق بهدوء وانسيابية.
ومنها الطفرة النوعية في إدارة النقد الأجنبي بما يتيح الفرصة لإعادة النظر بطريقة إيداع وحركة أموال العراق.

رئيس الوزراء لديه خطوات مدروسة في محاربة الفساد واعادة الأموال المنهوبة يحتاج تدخل خارجي للالتزام بتسليم المطلوبين وتسهيل الإجراءات.

الخلاصة أن العراق كان بحاجة تلك الدول، لكن اليوم اصبحت هي التي تحتاج العراق لمصالحها وعلاقاتها، لذلك سيكون الاهتمام برئيس الوزراء مختلف هذه المرة والزيارة سترسم مرحلة جديدة من العلاقات مع الولايات المتحدة بما يضمن سيادة العراق وكلمته المؤثرة في المنطقة والعالم ان شاء الله تعالى.

والله مع الذين آمنوا، ويجزيهم من فضله
15 نيسان 2024