إيران… ردت على العدوان ثلاث مرات غير مسبوقة..!
سميرة الموسوي ||
__ إيران ردت على العدوان الصهيوأمريكي على سفارتها في سوريا ثلاث مرات غير مسبوقات في تاريخ الردود البليغة فألقمتهم خرساً وذهولاً.
__ وفي كل مرة كانت تحقق نوعا ومستوى من معادلة الردع حتى إستوفت أقصى معاني ودلالات معادلة الردع أثناء وبعد الضربة الثانية والثالثة ،وبذلك ثبتت قواعد إشتباك جديدة وواضحة .
__ وتستند نظرية الردع ،كما هو معروف عنها، (على إفتراض مفاده أن القوة هي أفضل علاج للقوة ،فقوة الدولة هي العامل الاساس لكبح جماح الاخرين ،فعندما يتحقق لدولة ما تفوق في القوة فإنها تستطيع فرض إرادتها على الدول الاخرى ،ولا يكبح جماحها إلا قوة أخرى مضادة لها أو متفوقة عليها وهو ما تبنى عليه سياسة الردع أو ردع القوة ) .
__ فالرد الاول وهو المستوى الاول من معادلة الردع بدأ بعد الضربة الصهيونية للسفارة الايرانية في سوريا وإستشهاد عدد من القادة العسكريين الايرانيين ،وكان الرد نسيجا بارعا من الحرب الناعمة بمفاهيمها المتعددة ومن جهاد التبيين بإعتباره كل جهد يبذل لتنوير فكر الناس ويحول دون الانحراف ويمنع سوء الفهم ويكون بمواجهة العدو .
.. وفيه قالت أيران للعالم أن الضربة القادمة اليهم على أجنحة القوة ورباط الخيل إنما هي محدودة بالرد على إنتهاك ( ألكيان الصهيوني) لقواعد الاشتباك التي تلتزم بها الجيوش مهما كان العداء بينها ،فهناك قواعد والتزامات معظمها تخص المدنيين والاماكن ذات المساس بالمواطن الذي لا علاقة مباشرة له في الحرب الدائرة.
.. وقالت أن الرد سيقوض عقلية الخرافة التي نسجوا منها قناعات الاسرائيلي فأوهموه أن هذه هي أرض الميعاد …
وقالت لهم أن وعيا جديدا ستصعق به إيران عقليات أوهام القوة والتزييف والتحريف ..وقالت أيضا نحن نفعل ما نراه صوابا بعد دراسة معمقة ولا تعنينا بعد ذلك تأويلاتكم ، فالضربة ستأتي إيرانية خالصة وبلا تخطيط مع الحلفاء أوالاصدقاء أو مع المجاهدين في سبيل الله والانسانية .
__ والرد الثاني تمثل بالوعد الصادق ، وهو مزيج من الحرب الذكية بمفاهيمها الفخمة ،ومن جهاد التبيين ، وجاء هذا الرد بعد أن تهيأ الجميع لإستقبال الطروحات الفكرية التحررية التي عرضتها إيران على طاولة الوعي .
__ أكثر من ٣٠٠ مُسيّرة وصاروخ أطلقتها إيران على مختلف المناطق المحتلة ، فتشاركت في صدها كل الانظمة الدفاعية التي تزود بها الكيان الغاصب على مدى عقود ، وشارك في الصد دول عظمى من الارض والجو والبحر ، وشاركت دول عربية متصهينة في الاعتراض فكان طول المسار الذي يزيد على ١٧٠٠ كم عاملا مساعدا لوصول عدد أقل الى الاهداف المرسومة علما أن إيران لم تستعمل أفضل ما لديها من عتاد وسلاح .
__ وحين بلغت إيران مراميها من هذه الضربة بساعات أعلنت أنها أوصلت فحوى رسالتها بضربة محدودة وعلى الجاني أن يحترم نفسه ويلملم جراحه الجديدة وينظر لوجوده نظرة منزوعة الخرافة فإن معطيات هذا الوقت غير معطيات أزمان كان فيها يؤثر على العرب والعالم بالحرب الناعمة فحسب .
__ وفي الضربة الثالثة عادت إيران وبطريقة غاية في ذكاء برمجة الاحداث الى الحرب الناعمة وجهاد التبيين فقالت أن إيران ردت ضربة بضربة ، ومن أجل ( التوضيح ) لا التهديد تقول الان أن أي عدوان من الكيان الصهيوني أو أية دولة على إيران سيواجه ردا صاعقا مضاعفا ، ويبدو أن العدو قد إستوعب الدرس الجديد فبلع لسانه .
__ هذه المظاهر الثلاثة للرد شكلت معادلة ردع غاية في الوضوح والخطورة أرادت إيران أن تثبتها وهي أنها قادرة بإذن الله ومدده على أن ترد على أي عدوان ردا إيرانيا خالصا بلا عون أو مساعدة ، وإن فلسفة معادلة الردع هذه قائمة على ضرورة خلق إمكانات منفردة للرد بنسبة عالية مع تمكين الحلفاء على التنامي ذاتيا حتى بلوغ الاقتدار المؤثر .
__ إيران لم يكن في حساباتها أن تشن حربا شاملة كما في أذهان ضعاف العقول ، وليس بوسعها أن تعطي وعودا عاجلة للحسم النهائي ،ولكن بوسعها أن تعلن عن إيمانها بأن النصر يتحقق وفق إشتراطات واسعة على رأسها إشتراطات ربانية منها .. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .
… فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى .
سميرة الموسوي .