الخميس - 19 سبتمبر 2024
منذ 5 أشهر
الخميس - 19 سبتمبر 2024

المهندس الأستشاري زكي الساعدي ||

 

كان العراق (وادي الرافدين او حضارة مابين النهرين ) سابقا من اجمل بقاع العالم وكان قبلة للكثيرين وبالوقت نفسه كان معقلا للأسود وخصوصاً الاسد (الاسيوي)

حيث كانا نهري الفرات و دجلة من اجمل الأنهر في العالم ولكنهما كانا الأخطر ايضا فعند السير بين ضفاف النهرين المحاطة بأشجار النخيل والفواكه. تسمع أزيرا عاليا للأسود من شأنه إثارة الرعب في قلوب اشجع الفرسان .

كان ملوك وأمراء الامبراطورية البابلية و السومرية و الاكادية و الاشورية يقتلون الاسود حتى يثبتون للجميع انهم اقوياء حتى اشتهر بعضهم بصيدها مثل اشور بانيبال الامبراطور العراقي حيث كان مولعا بصيد الاسود حتى أطلق عليه لقب (صياد الاسود) او الملك الاسد.
يذكر ايضا ان البابليين روضوا الاسود وكانت تذهب معهم الاسود في رحلاتهم وفي الحملات العسكرية لتوسيع الامبراطورية البابلية في عهد نبوخذنصر الثاني .

بدأت الأسود تنقرض شيئا فشيئا في عهد العثمانيين بسبب كثرة صيدهم لها و أصبحت تجارة الأسود ايضا شائعة في شرق اسيا.
وبما ان العراق كان مركزا للثقافة العالمية كانت الاسود تشكل خطرا على البشر لذلك ثقافة التخلص منها انتشرت بقوة .

وسجل ان آخر ظهور للأسد العراقي كان في بغداد منطقة ابو غريب تحديداً (قرب عكركوف) في عام 1936
وتم القضاء عليه من قبل الاهالي.

والصورة ادناه هي لأسد بابل الشهير الذي انقض على احد اللصوص في بابل عندما حاول اللص السرقة.
وهذا التمثال قائم لغاية الان في بابل التاريخية مدينتي …

يخال لي ان الأسود كانت ايضا تتمتع بالوطنية وتؤدي عملها على أتم وجه .. كم نحن بحاجة إلى اسود وطنية تعمل لوجه الله وتضع الوطن نصب أعينها وتبطش بالسارقين…