مأسٍ وأهوال في الثامن من شوال..!
زمزم العمران ||
أثامنُ شوال جلبت لنا الأسى
كأنك من شهر المحرم عاشرهُ
منذُ أن وطأت أقدام الأنگليز إلى الأراضي العربية ، عمدت إلى دراسة الدين الإسلامي ومذاهبه لكي تتمكن من إختراق المسلمين ، وتأسيس جماعات أسلامية تتبنى فكراً مخالف المذاهب الإسلامية المعروفة منذ انتشارها في العصر الإسلامي ،فقامت بتأسيس الوهابية على يد محمد عبد الوهاب في القرن الثامن عشر الميلادي ،حيث خالفت فتاوى هذه الفئة كافة المذاهب الأخرى ومن هذه الفتاوى ،هي حرمة تشييد القبور ،كانت الجريمة الأولى عندما سيطر آل سعود الوهابية ، وأقاموا دولتهم عمدوا إلى هدم جزئي للبقيع في عام 1220ه والذي يصادف 1805 أو 1806 م .
وبعد أن سقطت دولة آل سعود الأولى على يد العثمانيين ، أعاد المسلمون بنائها حتى وصفت في كُتب أحد الرحالة البريطانيين ، في وصف للمدينة المنورة والتي تُعد مقبرة البقيع جزءاً منها ، لأنها تشبه مدينة أسطنبول أو أي مدينة أخرى من المدن الجميلة في العالم وكان هذا في عام 1878 م ، لكن بعد أن أستولت الوهابية وآل سعود مرة أخرى على السلطة ، بعد قيام دولتهم الثالثة عام 1344 ه المصادف سنة 1925 م ، بدأوا يفكرون بوسيلة ودليل لهدم المراقد المقدسة في البقيع ، ومحوا آثار أهل البيت عليهم السلام وصحابة النبي (صل الله عليه وآله وسلم) ،عمدوا على إستخدام حيلة خوفاً من غضب المسلمين ، وهي تقديم استفتاء إلى علماء المدينة المنورة ، حول حرمة بناء القبور وتمكنوا من كسب تأييد هؤلاء العلماء بطريقة التهديد والوعيد ، فقاموا في الثامن من شوال بهدم قبور البقيع وتسويتها بالأرض .
لم يكتفي الوهابية بهذا القدر ، بل أرادوا مراراً هدم قبر الرسول الأعظم محمد (صل الله عليه وآله وسلم) وقبته وبدأوا بمحاولات مشبوهة للمساس بالقبر النبوي الشريف ، لكن تظاهر المسلمين في الهند ومصر وبعض البلاد الأفريقية ، أثار مخاوف صانعهم البريطاني فأوعز إلى عميلهُ العالم الوهابي ، أن يقول للناس بأنه رأى النبي في المنام فأمره أن يترك قبره مصلحة إلى حين ، لم يكتفي الوهابية بهدم البقيع بل قاموا بالهجوم لمرات عديدة على كربلاء والنجف ففي عام 1801 م هجموا على كربلاء المقدسة وقتلوا أهلها ونهبوا كنوزها ، وقد توالت الهجمات على النجف إلا أن اعنفها كان في عام 1803 م ، لكن النجفيون دافعوا ببسالة وفشل ذلك الهجوم وكذلك في عام 1806 م فشل الهجوم الآخر .
زمزم منتظر ||
لم تسلم المراقد المقدسة من هذه الهجمات ، ففي شباط عام 2006 تم تفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) ، في سامراء ثم بعد سنة أو أقل حدث التفجير الثاني وبالتحديد في 13 حزيران عام 2007 ، وما أن نشط التنظيمات الإرهابية في سوريا حتى عمدوا إلى تفجير قبر السيدة رقية (عليها السلام) ، وهدم قبر الصحابي حَجر بن عدي وغيره من المراقد ، وماان سقطت الموصل بأيدي التنظيمات الإرهابية (الدواعش ) الذي صنعته أمريكا ،حتى قام بهدم مراقد الانبياء والأولياء في المحافظة ،ثم عمدوا إلى التهديد بهدم المراقد المقدسة في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، لكنه فوجئ بفتوى الجهاد الكفائي ، التي جعلت هذا التنظيم يولي مهزوماً ، من أرض العراق على أيدي المجاهدين من أبناء الحشد الشعبي والقوات الأمنية ، وقد طالبت العديد من الشخصيات الدينية ومراجع الدين ، السلطات السعودية ببناء قبور البقيع لاسيما السيد الشهيد محمد الصدر (رحمه الله ) في خطبة الجمعة الثالثة والأربعون ، وكذلك مراجع الدين في قم المقدسة ، إلا أن السلطات السعودية لازالت على نهجها التكفيري المتعصب ولم تسمح بأعادة بناء تلك المراقد المقدسة.
لذا فنحن ننتظر الفرج لصاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) ،وسقوط تلك الطغمة الظالمة التي تحكم بلاد الحرمين لكي نُعيد بناء قبور الأكرمين .