فلسطين ساحة الصراع بين المشروع الالهي والمشروع الشيطاني..
رسول حسين ||
إسرائيل كدويلة لقيطة و ككيانٍ غاصب ليست مجرّد قضية شعب يريد أن يستوطن بلداً ما ليتّخذه مقرّاً نهائيّاً له ويسكن فيه فقط وإنّما هي قضية مشروعٍ يحمل أبعاداً تاريخيّة ذات جذور دينية وعقائدية عند الشعب اليهودي الذي يدّعي حقّاً ثابتاً بتحقيق حلمٍ تلمودي قديم وهو الوطن الكبير الممتد من النيل غرباً إلى الفرات شرقاً والملاحظ أنّ التسمية التي يحملها ذاك الكيان تنسجم بقوّة مع الطرح الذي يحتويه ويرمز إليه المشروع الصهيوني لأنٍّ كلمة إسرائيل تعني عبد الإله فهو الإشارة الواضحة إلى تلك الأبعاد والجذور التي يستند إليها تخطيط الحركة الصهيونية للوصول إلى ذلك الهدف الكبير.
وهنا يجب التنويه أن الكيانُ الصهيوني تأسَّسَ على أرض ودماء الشعب الفلسطيني هذا الاحتلال الظالم والغاشم والمعتدي ارتكب أبشع الجرائم في حق الإنسانية وجرائم لم يشهد لها التاريخ مثيلاً هذا الكيان المجرم هو يمثل مشروع الشر في العالم ويقف مع هذا الكيان الأنظمة العالمية المجرمة بتاريخها الإجرامي النظام الأمريكي وغيرها من الأنظمة الغربية وكذلك عملاؤهم من المنافقين من الأنظمة العربية الذي تاريخها يشهد على تآمرها على الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه، أنظمة قوية على شعوبها وعلى الأحرار من أبناء الأُمَّــة المناهضين والمعارضين للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة واستمراره.
كما و يحمل ذلك المشروع خطورته على مستوى العالم الإسلامي كلّه لأنّ الأرض المرشّحة لتكون الوطن الذي تحلم به المخطّطات اليهوديّة هي جزءٌ لا يتجزّأ من هذا العالم بل هي الجزء الأكثر أهمية وحساسية عند المسلمين خصوصاً وأهل الديانات الإلهية الأخرى عموماً لأنّ فيها فلسطين التي تحتوي على الأماكن المقدّسة عند الإلهيين بوجهٍ عام وتشكّل قاعدة التوحيد في الأرض، خاصّة القدس التي ارتبط تاريخها واسمها على الدوام بحركة الأنبياء والرسل عليهم السلام الذين انطلقوا منها أو مرّوا بها أو اتخذوها مقرّاً لهم للنهوض بالمهمّات المُلقاة على عاتقهم في حمل المشروع الإلهي والدعوة إليه.
إن المشروع الصهيوني العالمي بثقافته بسياسته وأخلاقه وتوجّـهاته الخبيثة وغير الأخلاقية وغير الإنسانية هو امتداد للمشروع الشيطاني بل ويمثل الشر في العالم بكله إن الكيان الصهيوني بارتكابه للجرائم التي تدمي القلوب وتجعل العالم بكله يشاهد مدى الشر والإجرام والجبروت والطغيان الذي وصل إليه هؤلاء بل أصبحوا يتحدون كُـلّ شيء ولا يبالون بارتكاب أبشع الجرائم بل يتفاخرون بتلك الجرائم وأصبح العالم بكله بكل منظماته الإنسانية وقوانينه التي كانوا يتفاخرون بها ويستخدمونها عندما يحتاجون إليها فقط بينما هذا الكيان المجرم فتغلق كُـلّ الملفات والقوانين والتشريعات العالمية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة فيجعلون من هذا الكيان المجرم في حالة من الراحة والطمأنينة والاستقرار بل ويدافعون عنه ويتعاونون معه في استمرار جرائمه نحن اليوم نشهد عالماً يسود الظلم فيه يسود الباطل فيه يسود الظلام فيه ويتوسع محور الشر ويتعمق ويتطور بخططه وسياساته وكياناته العالمية.
لهذا فإنّ الصراع على تلك الأرض هو في الحقيقة صراعٌ بين مشروعين يتضمّن أحدهما كلّ التراث الإلهي من دون أيّة استثناءات على الإطلاق لأنّه يحتوي في داخله كلّ الرسالات السماوية ويزيدها بما لم تكن تتضمّنه في المراحل الزمنيّة السابقة عليه وذلك المشروع هو المشروع الإسلامي التوحيدي بينما المشروع الآخر الذي تحمله الحركة الصهيونية هو المشروع الخاص المستند إلى الوقوف عند مقولة الشعب المختار الذي لا يريد التسليم بحقيقة أنّ الدين اليهودي كان مرحلةً من مراحل الوصول إلى المشروع الإلهي العام الذي يحتويه الإسلام وأنّ الوجود اليهودي في أرض فلسطين وعاصتمها القدس لم يكن وجوداً لليهود بما يحملون من السّمات الخاصة بهم بل بما هم في ذلك الزمان كانوا الذين يحملون مسؤولية المشروع الإلهي.
إن استهداف الشعب الفلسطيني يمثل استهدافًا لكل الشعوب ودون استثناء استهداف للقيم والأخلاق والمبادئ استهداف للفطرة الإنسانية التي فطر الله الناسَ عليها التي لا تقبل بالظلم والإجرام وتنبذ تلك الأعمال بل ويحرمها الله على الناس أجمعين إن الشعب الفلسطيني يمثل بقضيته العادلة ومشروعه التحرّري العالمي خط الدفاع الأول ضد الطغيان والجبروت والإجرام العالمي.
إن تحَرّك الأحرار والشرفاء من العالم في كُـلّ العالم بعد انكشاف هذا المشروع المجرم للعالم بكله يعتبر حماية لكل الشعوب والأجيال القادمة من توسع هذا المشروع المجرم بكل أدواته القذرة والخبيثة لا بدَّ للشعوب الحرة من أن تتحَرّك ضد الكيان الصهيوني وكلّ من يناصره؛ لأَنَّ القضية مصيرية عالمية وليست محدودة فقط بشعوب معينة وفئات محدّدة هي قضية بين الحق والباطل بكل تجلياتها بين شعب يدافع عن نفسه ويقاتل لنيل الحرية والاستقلال وبين كيان غاصب محتلّ ظالم معتدٍ مجرم بكل أهدافه ومشاريعه الفاسدة والتي تفسد العالم كله.