من وحي إجازة العيد..!
محمد صالح حاتم ||
رغم الأوضاع الصعبة والقاسية التي يعيشها شعبنا اليمني فقد حاول المواطن أن يصنع لنفسه الفرحة، ويدخل السرور على أفراد عائلته من أبسط الأشياء خلال إجازة عيد الفطر المبارك.
وما لفت انتباهي انا وغيري الكثير هو الخروج الكبير للمواطنين من المدن وزحمتها إلى الأرياف والقرى والجبال المحيطة بالعاصمة وبقية المدن اليمنية، للترويح على النفس، وتغيير الجو والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والبيئة اليمنية المتنوعة من جبال وسهول ووديان.
فكان الازدحام والتوافد على السدود، والأراضي الزراعية، وعلي جنبات الطرقات، والمنحدرات الجبلية، والأماكن الأثرية والتاريخية هي السمة الأبرز خلال إجازة العيد…
من خلال ما شاهدناه بل وعشناه خلال إجازة العيد هو انعدام المرافق والخدمات العامة في معظم المناطق التي كانت مزارا للمواطنين، فمعظم المواطنين كانوا يستظلون تحت الأشجار، ووسط المزارع، وتحت الأحجار الكبيرة، وجوار السيارات، يفترشون الأرض، يبحثون عن أماكن يقضون فيها أوقاتهم، معظم العوائل والأسر التي خرجت من العاصمة صنعاء تجديها منتشرة على جنبات الطرقات، وبين المزارع تبحث عن مكان يبعدهم عن زحمة المدينة وضجيج السيارات، وتنسيهم هموم الحياة، لكنهم للأسف الشديد يصطدمون بانعدام الأماكن العامة والاستراحات، على الرغم أن هذا ليس أول عيد يخرج المواطنون خارج المدن ويقصدون هذه الأماكن.
فالاستثمار في هذا المجال يعد من الفرص الاستثمارية الواعدة، والتي ستوفر العديد من فرص العمل، وترفد الاقتصاد الوطني، وهناء نطرح سؤالا أين دور وزارة السياحة في الترويج لهذه الفرص الاستثمارية؟
فما أجمل اليمن وبيئتها، وما أروع مناظرها، وما أكثر مواقعها التاريخية والأثرية، ولكنها للأسف لم تحظ بالاهتمام والاستغلال والاستثمار الحقيقي الذي يظهرها بالمظهر اللائق…
فهل ستأتي الأعياد القادمة وقد وجدت بعض الخدمات، وتم فتح أبواب للاستثمارات البسيطة لإقامة مشاريع سياحية في المناطق الأكثر جذبا للزوار والقريبة من العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية؟