الأحد - 08 سبتمبر 2024

معركة الثوابت بين العراق وامريكا..!

منذ 5 أشهر
الأحد - 08 سبتمبر 2024

محمود الهاشمي ||

 

في ضوء زيارة رئيس مجلس الوزراء السيد السوداني الى الولايات المتحدة

قبل ان يتوجه رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني الى الولايات المتحدة بدعوة من الرئيس الاميركي جو بايدن في ال(15)من شهر نيسان الجاري ،يكون قد
هيأ جميع اوراقه التي يمكن ان يتحاور بها
مع الجانب الاميركي .
هذه (الاوراق )جاءت عبر التحضيرات الاتية ؛-
1-الاطلاع على اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين البلدين عام 2008
2-المعرفة في اي المحاور التي يمكن الاستفادة منها مع الولايات المتحدة .
3-الخبرة (الشخصية )له كونه عمل في مناصب مختلفة بالدولة .
4-الظرف التاريخي لكلا البلدين .
5-الثوابت الاميركية والثوابت العراقية .
6-لقاؤه مع كافة الاطراف السياسية المشاركة بالحكومة .
7-لقاؤه مع اصحاب الراي والمشورة من الكتاب والمحللين السياسيين .
السيد رئيس الوزراء دخل الولايات المتحدة
في لحظة حرجة ،تكون فيها معركة طوفان
الاقصى بين فصائل المقاومة والجيش الصهيوني على اشدها وتكون اسرائيل قد ارتكبت جريمة (الابادة الجماعية )وقتلت من المدنيين (33)الف فيما دعمت امريكا
اسرائيل واصدرت الفيتو خمس مرات ضد قرار (وقف اطلاق النار )!
وكذلك يعلم السيد السوداني ان الثوابت الاميركية في علاقاتها مع العالم تتمثل :-
1-ان يكون العراق جزء من المحور الاميركي بالمنطقة (دول مجلس التعاون الخليجي )
مصر ،الاردن وصولا الى (اسرائيل)! .
2-ان يبتعد عن ايران وان يطبق العقوبات الاميركية عليها .
3-حل الوية الحشد الشعبي والحاقها بالجيش العراقي .
4-حل فصائل المقاومة وملاحقتها ومنعها من اي نشاط .
5-تسليح وتدريب القوات الامنية على يد الولايات المتحدة .
6-انشاء قواعد عسكرية اميركية بالعراق .
7-ان تكون التجربة السياسية بالعراق خاضعة للارادة الاميركية .
8-ابتعاد العراق عن اي علاقة مع محور الصين روسيا ايران .
9-انخراط العراق بطريق (الهند )الجديد بدلا من (طريق الحرير )!
10-الامن الاسرائيلي وحماية اسرائيل فوق كل الاعتبارات .
11-لايحق لدولة من دول المنطقة ان تملك سلاحا يفوق سلاح اسرائيل .
قبل ان بغادر السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ،لدية الملاحظات الاتية في قضية تواجد القوات الاميركية بالعراق :-
1-ليس لدى امريكا رغبة بمغادرة قواتها العراق وذلك لثلاثة اسباب
-تعتبر هزيمة تضاف لهزائمها بالشرق الاوسط .
-يؤثر ذلك على نتائج الانتخابات لصالح الديمقراطي الاميركي .
-يضعف دور الكيان الصهيوني كون القواعد الاميركية تمثل عمقا استراتيجيا
لاسرائيل سواء في حربها على غزة اوغيرها
خاصة مراقبة الحدود السورية العراقية .
2-الاميركان من جهتهم ابلغوا السيد السوداني بان خروج القوات الاميركية
من العراق ليس من صالح الرئيس بايدن
وسيقوي من قاعدة ترامب وان بايدن افضل لكم من ترامب بمواقف عديدة
كما اخبروه بان اميركا سوف تتخذ سلسلة من الاجراءات ضد العراق اذا ماقرر اخراج قواتها من العراق .
الرئيس الاميركي (بايدن )وكما يقول المثل العراقي (خلّه الفاله يم راس الشبوط )حين افتتح لقاءه مع السيد السوداني ب(امن اسرائيل )و(حماية اسرائيل )ليوصل رسالة
الى اسرائيل والعالم بان (امريكا لاتفرط باسرائيل ودون ذلك هراء)!
من جهته فان السيد السوداني رد على ذلك
بثوابته اتجاه القضية الفلسطينية وعدم التنازل عنها مؤكدا (إن “وجهات نظرنا مع واشنطن قد تكون متباينة بشأن أحداث المنطقة”)بمعنى (الموقف من القضية الفلسطينية .
السيد السوداني ابلغه احد كبار القادة السياسيين بان احد قادة المقاومة بالعراق يقول(اذا عاد السيد السوداني دون جدولة لخروج القوات الاميركية من العراق فاننا سنعاود استهداف قواتهم وبقوة )
المقاومة العراقية منحت السيد السوداني فرصة كافية وتوقفت عن قصف التواجد الاميركي كي يتم التفاوض مع الاميركان وجدولة خروجهم ،مع حراجة موقف المقاومة في مثل هذا الظرف .
السيد السوداني لم يرافق وفده الى الولايات المتحدة (قيادات عسكرية )
راغبا ان يؤسس الى مشروع جديد مع الولايات المتحدة عنوانه كما صرح
(نعمل على الانتقال من العلاقة العسكرية إلى الشراكة الكاملة مع الولايات المتحدة)
يعني (من الشراكة العسكرية الى الشراكة المدنية )وان تتولى الشركات الاميركية المشاركة في تطوير وبناء المشاريع بالعراق
وتفعيل (اتفاقية الاطار الاستراتيجي )القديمة بروح اكثر تفاعل وثبات وصدق ..
باعتقادي (المتواضع )ان امريكا سوف توقع على اوراق ملأى بالمشاريع والاستثمارات
لكنها تبقى (معطلة )
لان واحدة من اهم استراتيجية امريكا وسياستها بالعالم في قبول الصداقة معها (انشاء قاعدة عسكرية) لها في ذلك البلد ،و(اخضاع تجربته السياسية لهيمنتها) ،وامامنا هذه
(الدول الصديقة لامريكا )مدججة بالقواعد العسكرية ،علما ان لدى امريكا (850) قاعدة بالعالم صغيرة وكبيرة خارج اراضيها .

كما ان امريكا تدرك ان العراق في ظل (ثوابته)لايمكن العمل معه ، وان السيد السوداني (شخصية عملية )حين لايجد (جدية )منهم ،سيكتشف ان امريكا
بعيدة عن العراق الذي مازال يرى في فلسطين قضيته الاولى ،وان نصرة الشعب الفلسطيني واجب وطني وديني وقيمي ،كما لايمكن الخصومة مع دولة(جارة)مثل ايران لمجرد (رغبة اميركية )والتفريط بدولة وقفت معنا باصعب الظروف ،
حين تخلت عنا امريكا وتركتنا بلاسلاح وعتاد لمواجهة الارهاب.
وان شخصية مثل السيد السوداني بتاريخ اسرته المجاهدة لايقبل (التراجع عن ثوابت الامة وتطلعاتها )وسيتجه شرقا ،
خاصة وانه سبق وان وقع مثل هذه (الاوراق)خلال زيارته لالمانيا وفرنسا وايطالياوبقيت حبرا على ورق .
فيما الاتفاقية مع الصين هي الاكثر حيوية بالعمل وسرعة التفاهم.