الجمعة - 20 سبتمبر 2024

مرتضى آويني شهيد أهل العلم والمعرفة..!

منذ 5 أشهر
الجمعة - 20 سبتمبر 2024

رسول حسين ||

ولد الشهيد مرتضى آويني عام 1947 م في مدينة ري من عائلة خيّرة ملتزمة وقد اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في زنجان وكرمان والعاصمة طهران حتى صار شخصية متزنة امتلك كم هائل من المعرفة والعلم و قد تعرف على الفن في صغر سنه وبرزت في شخصيته صفات الفنان كان ينشد الاشعار ويكتب القصص القصيرة ويرسم كما عرف في التصوير واخراج الافلام الوثائقية بعد إكمال المرحلة الابتدائية والثانوية التحق بالجامعة ونال شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية من كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران وكانت له بحوث ودراسات في الأدب الفارسي يمكن وصفهم بأنه احد ابرز الطبقة المثقفة التي قدمتهم الثورة للبلد.

بعد انتصار الثورة الإسلامية وتأسيس مؤسسة جهاد البناء عُيّن بأمر من الخميني عام 1358هـ في هذه المؤسسة لرفع الحرمان واليأس عن القرى والأرياف لما كان يملكه من نضرة موسعة وبصيرة حادة توجه نحو إنتاج الأفلام التلفزيونية في مؤسسة جهاد البناء ليعكس هذا البأس والحرمان ثم التحق بفريق عمل المسلسل التلفزيوني رواية الفتح والذي عكس جانب من بطولات قوات الإسلام أيام الحرب المفروضة وأنتج في هذا المجال مائة فيلماً وثائقياً من عام 1367هـ حتى نهاية الحرب المفروضة في قسم الفنون بمنظمة الإعلام الإسلامي وإضافة إلى رئاسته لتحرير مجلة سورة والنشرات التابعة لها كان مسؤولاً عن الوحدة التلفزيونية كان من للشخصيات البارزة والمؤثرة في وقته حتى يمكن القول انه احد الاعمدة التي رفعت الثورة.

في عام 1371هـ وبطلب من سماحة السيد القائد بدأ نشاطه من جديد في انتاج مجموعة جديدة من مسلسل رواية الفتح والتي تعكس بطولات قوات الإسلام خلال فترة الدفاع المقدس وتزامناً مع بدء البحث عن رفات شهداء الحرب بدأ تصوير لقطات من رفات الشهداء. وفي 1372 هـ وحين تصويره لرفاة الشهداء والمناطق الحربية وقعت رجله على لغم فانفجر اللغم وأصابت شظاياه بدنه فسقط أرضاً وفاضت روحه الطاهرة ويبدو أن هذه الشخصية حتى في شهادتها كانت مؤثرة فقد تركت ارث فني و جهادي عظيم وقد سماه سماحة السيد القائد في وقتها بسيد شهداء أهل القلم بعد نقل جثته إلى طهران شيّع في موكب حضره ولي أمر المسلمين حيث أصر على المشاركة شخصياً مع جمع من المسؤولين والفنانين ودفن في جنة الزهراء (ع).

كان مرتضى بركة لنا هكذا كانت كلمات السيدة أميني زوجة الشهيد مرتضى ويمكن القول أن هذه الحالة التي تتحدثون عنها كانت تظهر في كافة مراحل حياته فقد كان وجوده بركة لكل من عرفه. في فترة ما أنه أصيب في حادث سيارة بعد انتصار الثورة وبقاؤه حياً كان شيئاً أشبه بالمعجزة يقولون أنه حين كان فاقدا الوعي كان يتأوه قائلاً لقد حفظني إمام الزمان لقد كان هذا الكلام غريباً تلك الأيام أعتقد أن هذه العلاقة كانت دوما عميقة ومخفية في وجوده ومن ثم اتخذت شكلاً معينا إلى أن اكتملت أشعر أحياناً أن مرتضى يعيش في عصر أبعد من عصره كان لديه نوع من حالات التنبؤ بالنسبة إلى العصر الذي كان يعيش فيه وهذه صفة من صفاته الهامة وللذين يطالعون كتابات آويني سيفهمون عما أتحدث.

آويني قدّم أعماله وكتاباته الثورية الخمينية منسجمة مع الثورة فغيّر جوهر النص كما يقول يجب علينا تغيير جوهر الفنّ الحديث وليس قالبه من أجل تحقيق الإستقلال الثقافي يجب أن نعود إلى أنفسنا يعني الإلتفات إلى أنفسنا وأنا أعتقد بأن مرحلة التغرب قد انقضت ومع انتصار الثورة الإسلامية دخلنا في عصر جديد حيث تسلط وسيطرة الغرب على العالم تضمحل تدريجياً فأعاد تشكيل منظومة جديدة في العمل الفني والاعلامي والصحفي. استثمر آويني في أعماله قلمه وصوته وإخراجه وتصويره كلها كانت بأسلوب آويني الجديد والمتفرد لذا حاربه كالعادة الحسّاد والضعفاء وقاوم بأعماله كل أنواع المعارضة لكن بقي هو وسيبقى للتاريخ وذهب كل المزعجين ولم يبقَ منهم أثر سوى أذيتهم..