الاثنين - 16 سبتمبر 2024

وقفة فنية..الدراما واحترام المشاهد..!

منذ 5 أشهر
الاثنين - 16 سبتمبر 2024

د.أمل الأسدي ||

 

شاهدت مقطعا من لقاء الممثلة نريمان الصالحي وهي تقول: إنها كانت مقيدة في تمثيلها دور زوجة رافد(الفنان النجم مصطفی زماني) في مسلسل “آمرلي” وذلك بسبب سياسة بلده، فلم تستطع تجسيد مشاهد عاطفية أو حميمية.. فلا لمسة يد ولا غيرها… .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: من فرض هذه المعادلة؟معادلة أن يكون الفن والإبداع متعارضا مع الهوية والالتزام؟ وأنه متی ما احترم الفنان هويته ودستور بلده؛ سيكون مقيدا وسيؤثر ذلك علی إبداعه؟
فمسلسل “شهرزاد ” الإيراني كان تحفةً فنية علی الأصعدة كافة، وكان الحب موضوعه الرئيس وعليه قام المسلسل كله في ثلاثة أجزاء.
ومؤخرا تم عرض المسلسل الإيراني التأريخي الرومانسي” جيران” الذي يتحدث عن حقبة حكم ناصر الدين القاجاري، الذي تعلق قلبه بامرأة فلاحة فقيرة وهي “خديجة التجريشية” وأطلق عليها اسم”جيران” لاتساع عينيها، و جسدت شخصيتها الفنانة”بريناز ايزد يار” مع الفنان
“بهرام رادان” الذي جسد دور الملك، ولم يعق الالتزام الفنانين ولم يمنعهم من الإبداع، ولم تختف فكرة المسلسل، ولم يغب الحب علی الرغم من احترام المشاهد، والحفاظ علی قيمه وأخلاقه، هذا مع
أهداف أخری للمسلسل غير الإمتاع، كما لم يستطع التحرر أن يجعل شخصية” هالة” تلقائية مقنعة، لهذا تجد في حركاتها وفي خطابها مطبات تفصلك عن الإبداع وتعيدك الی فكرة التمثيل!
فتجدها تقول:” اُقتلني، محد يگدر ينقُذ صاحبكم غيري”
مع أن المسلسل بالعامية العراقية!
وتجد الشخصية تتعامل بطريقة غير مهذبة مع عمتها أم زوجها، مع أنها شخصية بطلة منقذة مضحية، فلا تستقيم التضحية مع سوء الخلق! وهذا يعود سلبا علی العمل كله ولاسيما فريق السيناريو!
إليكم هذا المشهد، فلم تحتج الفنانة الی لمسات أو تقبيل كي تجسد دور المحبوبة المدللة، كما لم يحتج الفنان إلی ذلك ليمثل دور العاشق الولهان!