قصف قاعدة (كالسو) في بابل..تعقيد المواجهة..!
جمعة العطواني ||
مركز افق للدراسلت والتحليل السياسي
السبت 20/ 4/ 2024
فجر يوم السب 20/ 4/ 2024 استهدفت مجموعة من الطائرات المسيرةاو ( الصواريخ) قاعدة عسكرية في شمال بابل تضم مديرية الدروع في هياة الحشد الشعبي، فضلا عن قوات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية.
تداعيات هذا العدوان ستكون كبيرة ومعقدة في الوقت نفسه، وبخاصة وانه جاء بعد ساعات من انتهاء زيارة رئيس الوزراء السيد السوداني الى واشنطن.
رغم عدم تبني اي جهة لهذا العدوان (الى حد كتابة هذا المقال )، الا ان كل المؤشرات تشير الى تورط الكيان الصهيوني به.
اما سبب تورط الكيان الصهيوني بهذا العدوان، فالاسباب واضحة منها:
اولا: ان العدو الصهيوني تعرض الى انتكاسة معنوية هائلة في داخل فلسطين المحتلة، وذلك بعد رد الجمهورية الاسلامية في ايران الكبير والشامل بوابل من مئات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، اذ عجزت كل الدفاعات الجوية الامريكية والاردنية فضلا عن الاسرائيلية من الحؤول دون وصولها الى اهدافها.
ثانيا : ان الضرية الايرانية تعبر عن انهيار كامل لمنظومة الدفاع الجوي الاسرائيلي.
ثالثا: ان الكيان الصهيوني في حيرة من امره بين الرد على ايران بصورة مباشرة وبنفس قوة الرد الايراني، او الصمت الذي يعبر عن وصمة عار في تاريخ هذا الكيان.
نعم كان الرد الاسرائيلي على الجمهورية الاسلامية هزيلا ومعبرا عن الهلع الذي تعيشه قيادة هذا الكيان من ردة فعل ايرانية اخرى، الى حد ان مستشار الامن القومي لدى الكيان الصهيوني بن غفير وصف الرد الاسرائيلي ب( المسخرة) للتعبير عن الضعف والوهن الواضح في ذلك الرد.
رابعا: الكيان الصهيوني يحاول ان يعوض هزيمته الكبيرة ( المعنوية) قبل المادية ازاء القصف الايراني، وذلك من خلال العودة الى قواعد الاشتباك التقليدية التي تتعاطى بها الاطراف المتحاربة في طوفان الاقصى، فيحاول ان ينقل المواجهة مع الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية ، وبهذا يحاول ان يضرب اكثر من عصفور بحجر واحد.
فمن جهة ، ان استهداف الكيان الصهيوني لمقار الحشد الشعبي سيبعد ايران عن الرد المباشرعليه وفق مبدا قواعد الاشتباك، فايران ترد مباشرة عندما تتعرض سيادتها او قواتها الى عدوان مباشر، اما عندما يتعرض الحشد الشعبي او حزب الله في لبنان او انصار الله في ليمن فان تلك الجهات هي المعنية بالرد وفق السياقات الطبيعية، وكذلك فان يران تلتزم بالقانون الدولي في الدفاع عن النفس، ولا تعطي على نفسها اي مبرر لادانتها فوق تلك المواثيق.
خامسا: نعتقد ان تورط الكيان الصهيوني بهذا القصف جاء كردة فعل على القصف المتواصل من قبل فصائل المقاومة التي وصلت طائراتها المسيرة وصواريخها الى العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني، إذ وصلت تلك الطائرات المسيرة والصواريخ الى قواعد ومطارات وموانئ صهيونية في قلب فلسطين المحتلة.
لكن يبقى جانب التعقيد في هذه الضربة اين يكمن؟
بصراحة فان التعقيد وحتى الاحراج سوف تواجهه الحكومة العراقية، كيف؟.
بعد ساعات من انتهاء زيارة السيد السوداني الى واشنطن، كانت الحوارات تدور ولايام معدودة حول بناء علاقات استراتيجية شاملة بين البلدين وفق اتفاقية الاطار الاستراتيجي.
قيادة القوات المسلحة بكافة صنوفها تؤكد جاهزية القوات العراقية على حماية العراق من اي عدوان خارجي يستهدفه.
من جانب اخر فان الامريكان كما العراقيين يؤكدون او وجود القوات الامريكية لمساعدة العراقيين في الدفاع عن انفسهم وفق ما نصت عليه اتفاقية الاطار الاسترتيجي.
الا ان التناقض او التعارض في هذا الادعاء هو: ان امريكا تؤكد في كل مناسبة وبخاصة بعد لقاء القمة الذي جمع السيد السوداني بالرئيس الامريكي بايدن وقول الاخير : ان امن اسرائيل يعد احد اهم ثوابت الادارة الامريكية وان امريكا ستدافع عن اسرائيل .
العراق من جهته يقف مع الشعب الفلسطيني في اقدس قضية يدافع عنها هذا الشعب، حيث الدفاع عن مقدساته وارضه وكرامة شعبه .
فصائل المقاومة هي الاخرى تدافع عن الشعب الفلسطيني وقضيته بوصفها قضية اسلامية وانسانية تحتم عليها الفطرة الانسانية والعقيدة الاسلامية وحتى القوانين الوضعية في الوقوف مع هذا الشعب المجاهد.
فكيف يستقيم اذاً ادعاء امريكا بان وجودها في العراق لحماية الدولة العراقية من اي تهديدا او عدوان خارجي، وفي الوقت نفسه لا تحمي العراق من تهديد خارجي اوعدونا على المؤسسات العراقية؟.
ثم ما موقف القوات الامريكية فيما لو قام العراق بالرد( مباشرة او من خلال فصائل المقاومة) على العدوان الصهيوني هذا؟.
بلا ادنى شك فان القوات الامريكية سوف تساعد الصهاينة اما اسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ التي يطلقها العراق ضد الكيان الصهيوني، او انها ستقوم هي الاخرى بقصف فصائل المقاومة مباشرة، لانها تؤكد على الدفاع عن هذا الكيان .
وعندها سيزداد التعقيد تعقيدا سواء في المواجهة مع الامريكان من جديد بعد الهدنة التي حققتها الحكومة العراقية، او في موقف الحكومة العراقية من الرد الامريكي على الحشد الشعبي او فصائل المقاومة .
وسر التعقيد هذه المرة هو ان امريكا امرن قد اقحمت نفسها في مواجهة هي ليست طرفا فيها، فالمواجهة بين الكيان وفصائل المقاومة وليس بين الفصائل والقوات الامريكية ، وهنا سيكون الموقف الرسمي العراقي اكثر تعقيدا واحراجا.
اكثر من هذا ماذا سيكون الموقف الرسمي العراقي من جهة، او موقف فصائل المقاومة الإسلامية في العراق من جهة اخرى لو تبين ان الكيان الصهيوني قد قصف مواقع الحشد الشعبي بالطائرات من داخل الأراضي الأردنية ، فكيف ستكون طبيعة العلاقة مع الاردن؟ وكيف يكون رد فصائل المقاومة الاسلامية في العراق ؟.
نتصور انه قد ان الاوان للحكومة ان تقوم يتجهيز قواتنا المسلحة بمنظومة دفاعات جوي من غير امريكا ، تجلعنا في غنى عن امريكا ووجودها العسكري، فامتلاك العراق لمنظومة دفاعات جوية يعطي العراق استقلالية في اتخاذ مواقفه، ويفتح له افاقا عسكرية وامنية مع دول العالم العظمى منها روسيا والصين وغيرهما