المراكز الصيفية بين العقود الماضية من الضياع والوقائع الحالية من التصحيح والبناء
عبد الجبار الغراب ||
مثلت العقود الماضية لليمنيين أحداثها التعيسة والمؤلمة وفي شتئ مجالات حياتهم المختلفة: لما كان لسوابق الإعداد والتجهيز والتخطيط والمدروس من قبل أعداء الإسلام فيما يتعلق بتأثيرهم الفعال على جذبهم للطلاب لإدخالهم لمراكز وتجمعات بعد إنتهاء العام الدارسي، فكان لشكلهم التسابقي عنوانه الدائم والفضيع لمختلف الأحزاب في إستقطابهم للطلاب وفق ما يخدم المصالح ويحقق لهم المنافع، ليتم إيجاد كافة البرامج التي تساعدهم في توفير المناهج المناسبة وبكل محتوياتها الهادفة لتحقيق رغباتهم في إستقطاب الشباب ودمجهم وفق قاعدة الولاء والطاعة والأجندة والأطماع والتي في أصلها إضافات لسابق تنافس في أثناء فترات الدارسة وكلها لأغراض الإستثمار البشري لغرس الثقافات المغلوطة المفروضه عليهم من قبل أعداء الدين الإسلامي، فتواصل مسلسلهم الإجرامي الهادم ولعقود من الزمان أستمر فيها التيار الوهابي في أمتداده والإنتشار وغرسه للأفكار الخاطئة فى كل ما يستهدف الانسان اليمني بدينه وبعلاقته بربه وبإنتمائه الإيماني وبعروبته وبوطنه جاعلين من الإستثمار وإقبال وتوافد الطلاب قواعد للتأسيس وكسب الولاء والإنتماء لهذا الحزب المتأسلم او الآخر، ليسيروا وفق آليات عمل منظمة ومخططة ومدعومة وبمنهجية ثابتة ومرسومة، فأتضحت أفعالهم وممارساتهم الكثيرة وأعمالهم المفتعلة المقصودة وبرامجهم المؤسسة والمعده لتحقيق أهدافهم المرجوة.
وعلى هذا الواقع المؤثر الأليم والمنتشر تأثيره وبشكل فضيع: كان لابد من إيقاف لكل هذه الإختلالات الشيطانية التي تعمدا إيجادها الأعداء لتشويه الدين والمتوسع في الامتداد من خلال الإستقطاب للطلاب من خلال عطلتهم الصيفية والعمل على إخضاعهم لمنهجية واحدة أساسها خارجي مخطط ومنفذوه دعاء محليين متأسلمين موالين لأمريكا وإسرائيل متماشين وفق ما يحقق لهم المصالح والأهداف في السيطرة على فكر وعقل الشباب اليمني لجعلهم قنابل مؤقتة لإقتيادهم وقت الطلب والحاجة.
وعلى واقع الحال السابق ولعقود طويلة توالت الأحداث في إنتاجها لمتغيرات جديدة في كافة مسارات الحياة المختلفة، فقد أشعل اليمنيين ثورة 21 سبتمبر 2014 والتي حققت بقيامها نجاجاتها العديدة منها في تركيزها على البناء الصحيح للشباب والطلاب، فكان لتآسيس وإنشاء المراكز الصيفية عواملها العظيمة في بنائها الهام وفرصتها الكبيرة الذهبية التي ينبغي إستثمارها من قبل الطلاب، فكان للطلاب الذين التحقوا بها اكتسابهم للمعارف والفوائد والتعلم الصحيح وفق قيم ومبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وبمنهجية القران الكريم قاعدته الأساسية الأولى للتثقيف والتنوير والإستنارة والترشيد بكل ما يتعلق بالإنسان لفهم وادراك الواقع بما يساهم بالرقي به كإنسان له تاثيرة الفعال بمجتمعة تقودة الى الإصلاح وتساعده في تحقيق أحلامه وتعطية القوة والعزيمة للدفاع عن وطنه ودينة، وتعطي من ورائها مجتمعات مترابطة في مواجهة كافة المخاطر والتحديات المختلفة والتي تم تحصينها من كل الثقافات المغلوطة وتصحيحها من واقعها الصحيح وفق كتاب الله المبين.
نجاحات كبيرة وتفوقات متصاعدة وفي كافة المجالات المختلفة التي إستفاد منها الطلاب الذين التحقوا بالمراكز الصيفية فبرزت الثمار من خلال إعادتها لواقع حالي وهو البناء الصحيح للشباب الواعين المتسلحين والمتثقفين بالقرآن الكريم عن سابق وماضي من الضياع ولعقود طويلة، لترسم المراكز الصيفية في غضون سنوات عديدة واقعآ صحيحا وموجودآ حاليآ فحاز الطلاب على عدة فوائد ذاتية في إصلاحه لنفسه وتغذيتة لها بطريقة إيمانية وفق كتاب القرآن وحصاده التنويري وإنجازاته في خلقه للوعي والإستدراك المبني على معرفتة بالله وبهداه، وإيمانية بقضية أمته المركزية القضية الفلسطينية والجهاد في مناصرة المستضعفين والوقوف بحزم وقوة في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
حققت المراكز الصيفية طيلة أعوامها القليلة الماضية نجاحاتها العظيمة في تصحيحها لكافة الثقافات المغلوطة المزروعة في أفكار وعقول الكثير من اليمنيين المستوردة من الخارج الخبيث لتشويه أسس وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، فكانت فاتحة نور لإكتساب الطلاب المفاهيم الإسلامية الصحيحة وأهميتها ضرورية ولها نتائجها الواضحة، وعندما يكون على رأس هذا الإهتمام ودعواته المستمرة وفي كل خطاباته الداعية على تهيئة وتجهيز وإعداد مراكز صيفية لخدمة الطلاب في إيجازتهم الصيفية وتوفير لهم كل المجالات النافعة لهم للاستفادة منها في الدارسة والتثقيف الصحيح بثقافة القرآن وتحسين مستواهم العلمي وتوفير لهم مختلف الجوانب التنشيطية من رياضة ووسائل تساعدهم في إكتشاف مهاراتهم وقدراتهم: هو السيد القائد فهنا ينبغي على أولياء الأمور والمسؤولين والشخصيات الإجتماعية ومعهم كافة الجوانب المختلفة من الإعلام والداعمين للحشد والدفع بالطلاب لما لها من جوانب تأثيرية وثمار عظيمة منها إبعاد
الطلاب عن كل مؤثرات الحياة المختلفة السلبية التي تخرجهم عن طور منهج الاسلام وتحقق للأعداء أهدافهم في إفساد شباب الإسلام.