الاثنين - 16 سبتمبر 2024

سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُم، وحَربٌ لِمَنْ حَاربكُم..

منذ 5 أشهر
الاثنين - 16 سبتمبر 2024

كوثر العزاوي ||

 

عبارة جليّة المبنى واضحة المعنى قد وردت في الزيارات الواردة لأهل البيت “عليهم السلام” كما في الزيارة الجامعة وزيارة عاشوراء، وقد جاءت هذه العبارة على نحو العهد القاطع من المؤمنين إلى الأئمة المعصومين عامة والى إمامهم الحسين “عليه السلام” خاصة ولها من البُعد الولائيّ مايوضّح مسار التولّي، بأن يكون السائر فيه سِلمٌ لكلّ مَن يُسالِم الحسين وأهل بيته، وحربٌ لكلّ مَن يحارب الحسين وأهل بيته، ووليّ لكلّ من يواليهم، وعدوّ لكلّ من يعاديهم “سلام الله عليهم”، وذلك على مدار الدهر وفي كل بقاع الأرض شرقها وغربها وأينما حلّ ذلك المسالِم لهم أو المعادي، وكيفما كان لونه وشكله ولسانه”وإنّها لنقطة على رأس السطر”.
إنّ صراع الحق والباطل غير مختزل في كربلاء ولم ينتهي هناك، وإنما مستمر إلى ظهور صاحب العصر والزمان “أرواحنا فداه”، طالما هناك في كل زمان ثمة معسكرين وكلٌّ منهما يمثّل وِجهتهُ إمّا مع الحق وإمّا مع الباطل، فمن ينصر الحق فهو مع الحسين ومن ينصر الباطل فهو مع يزيد، ولو حدّقنا في زماننا بحثًا عن المصداق لكلا المعسكرين
بلا شك سنجد مَن هو في مقام بني أمية شاخصًا في زماننا وقد لايختلف عليه عاقلين، إنّه رأس الإستكبار العالمي الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها إسرائيل، وفي الجبهة المقابلة ثمة من يقوم مقام الحسين في عصرنا، وهو الغائب الحاضر إمامنا المنتظر أرواحنا فداه، ومَن هُم سِلْمٌ له من قيادات المرحلة التي تمثّلها دول محور التمهيد الشيعيّ وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية المباركة في إيران بقيادة نائب المعصوم الإمام الخامنئي”أدام الله بقاءه” قائدًا وإمامًا، وهو اليوم إذ يقف على ساتر المواجهة مع إسرائيل، وحلفائها من الغرب وأعراب المنطقة، بينما يقف قبال ذلك مَن همُ المصداق لما ورد في زيارة عاشوراء، وما شيعة اليمن، ولبنان، وسوريا، ومصر، والخليج ، والهند ، وباكستان ، وافغانستان ، والعراق وغيرها من دول العالم سوى شاهد على تطبيق مضامين التولي والتبري كونهم مسالِمين لمَن سالَم آل محمد ومحاربين لمن حاربهم، لذا فإننا ندرك ذلك المعنى العميق من تبنّي مبدأ “سِلْم لِمَن سالمَكم وحرب لِمَن حاربَكم” لنكون عونًا وسِلْمًا لهم، وأن لا ندّخر جهدًا لمعاوَنتهم بكلّ أدوات النصرة والدفاع عنهم، متوخين الحذر من خذلانهم والوقوف مع المعسكر المضاد لهم، إذ ليس من المعقول من يدّعي أنه مع الحسين ويريد أن يكون من أنصار الحجة”عجل الله تعالى فرجه”وهو لا يقف مع محور المقاومة والقيادة الحكيمة للسيد الوليّ”حفظه الله” ضد إسرائيل والاستكبار العالمي!! علمًا أنه ليس هناك قوة تسعى بكل أسلحتها وأدواتها لتحارب مبادئ الحسين وتبذل كل ما بوسعها لتأجيل ظهور الحجة بقدر مايبذله الشيطان الأكبر وحلفائه في المنطقة، إذن من المنطق جدا أنّ من يدّعي حبّ الحسين ومنهجه، ويقرأ زيارة عاشوراء يوميًا ويتأمّل المفاهيم الواردة فيها ثم لاينكر سياسة الأستكبار العالمي ومايخطط من أجل الإطاحة بالنظام الأسلامي في إيران ومن يؤيّدها من الدول التي تشترك معها بالعمق العقائدي والجغرافي، فمهما كان مقدار الخذلان للحق فهو نصرة للباطل، ولو بمجرد السكوت وعدم الاستنكار القلبي، وهذا لا يخص زمان الحسين “عليه السلام”وإنما مستمر إلى يوم القيامة، لذا على كل مَن ينتهج نهج آل محمد “عليهم السلام” أو أنهُ يعرف الحق والباطل، ويميّز مَن يمثّلهما في هذا الزمان ثمّ لايقوم بتكليفه الرسالي وتطبيق مبدأ سِلْمٌ لِمَن سالمكم وحرب لمن حاربكم على وجه الواقع، وأنّ العمل بهذا المبدأ، إنّما يمثل في حقيقته مظهرًا من مظاهر الأرتباط بآل محمد “عليهم السلام”، وأنّ ارتباط محمد وآله هو ارتباط مباشر بالله “عزوجل”، وتلك عقيدة لاتقبل التبديل حتى بعد موتنا.

١٢-شوال-١٤٤٥
٢١-نيسان-٢٠٢٤م