اضربوهم ولكن..!
د. محمد ابو النواعير||
وضوع طرح في بعض قنوات التواصل الاجتماعي، عن فكرة ارجاع الضرب التاديبي للتلاميذ في المدارس، والذي كنا مؤيدين له بشكل مباشر، فاعترض علينا جناب الدكتور رياض كريم الشبلي بالتالي:
(وهل معلم اليوم يحمل الروح الأبوية وينصف التلاميذ حتى اخوله بالضرب.)
فاجبناه باختصار بالتالي:
مولاي دكتورنا العزيز.
وهل كان كل المعلمين في زمن البعث لديهم روح ابوية، واكثر من نصفهم كانوا منتمين لاجهزة البعث الصدامي.؟؟؟
ثانيا، لكل زمن ولكل عصر ادواته التربوية الخاصة، ولكل اداة نفع خاص يتحقق بهذا الشكل في هذا الزمن، ويتحقق بمنفعة اخرى في زمن آخر.
فهذا الزمن يحتاج للضرب في المؤسسات التربوية، ليس من منطلق روح ابوية، ولكن من منطلق التأديب التربوي الذي يخلق لدى التلميذ روح احترام السلطة الاعلى منه:
سلطة الاب، سلطة الام، سلطة المعلم، وسلطة القانون وغيرها.
ما يحصل لدينا اليوم هو اسفاف في الدلال والسطحية والحرية اللا اخلاقية، في التعامل مع الاطفال، مما قاد الى نشوء اجيال تستسهل ضرب الاخلاق وضرب الدين وضرب قيم العفة والشرف.
اذن، لو جعلنا كلا الامرين في ميزان الترجيح والتفضيل باشتراط اقل الخسائر، لوجدنا ان الكفة التي تميل الى ترصين حالة المهابة والاحترام والانقياد للسلطات الابوية، هي المرجحة، لانها الاداة شبه الوحيدة (المتوفرة اليوم)، التي يمكن من خلالها ابقاء الطفل الناشئ، يسير ببطئ على السكة الموصلة لمكارم الاخلاق.