الأحد - 08 سبتمبر 2024

الأسرة العراقية بين انقراضها والرغبة في تمرد أفرادها عليها !!

منذ 5 أشهر
الأحد - 08 سبتمبر 2024

غيث العبيدي ||

على مايبدوا أن الأسرة العراقية والعربية بشكل عام ، وصلت لمفترق الطريق ، وبدأ أوان الخصوصية الفردية ، وتقديس التطور العصري الحديث ، ورفض كل أشكال الهيمنة الأسرية ، واستحضار كل الأسباب الإنسانية التى دفعت أفرادها للتمرد عليها !! وبالرغم من أن هناك تفاوت نسبي بين الأسر العراقية والعربية بهذا الشأن ، فقد تكون النسبه مرتفعة نوعما في المدن عنها في الأرياف ، إلا أن الجميع متفقين على مبدا الحداثة ، ومع هذا نرفض الجزم واليقين المطلق بذلك ، إلا ان وفى ظل وجود هكذا مناخ اجتماعي ، وانتشار الأسباب الافتراضية المغلفة و المؤطرة بأطر انسانية ، ممكن أن تطل آفة التمرد على الأسرة برأسها علينا قريبا جدا •

الخصوصية الفردية والصيغة التى يتمرد فيها الافراد على أسرهم ، لم تبتدعها المجتمعات الشرقية ، لا العربية منها ولا الإسلامية ، بل حصلت عليها جاهزة ومعلبة فتنازعت عليها !! وأصبحوا من خلالها الافراد يتمتعون بحقوق أخرى وثقافات ومعتقدات وافكار واراء أخرى ، باحثين من خلالها عن الشهوات والملذات وبسببها حصل نزوح جماعي من الأسرة ، ويمكن أن نقول عنها انها مترجمة حرفيا من الثقافة الغربية •

وقد تبين فعليا أن تأثير هذه الأفكار المعلبة ناعم جدا على الاسرة العراقية ، والتي كانت ومازالت تعيش على الإرث الديني ، والعادات والأعراف الاجتماعية ، بحيث أصبح يمارسها احد الزوجين أو كلاهما دون أن يشعروا بها ولم ينتبهوا لمخاطرها ، ولم يقيموا وزنا لأدوارهم المعتادة ، فأصبحوا شيئا فشيئا اتكالين وسلبيين ولا يهتمون الا للأمور التي تحقق لهم الرضا والقبول الشخصي ، ليتراجع على اثرها دور الأب تراجع ملحوظ ، وفي المحصلة النهائية تبدد حزم الام فتفككت الأسرة وانكسرت هيبتها !!

الجيل الحالي ذكورا وإناث جيل سطحي قابل للتغيير ، جيل قلق ومضطرب من الأساس ، بفعل عوامل كثيرة أهمها الحداثة والثورة الرقمية ، والاستعراضات الافتراضية !! يبحث عن حجة وذربعة لإعلان استقلاليته فما أن يحصل عليها ينزوي في أحد زوايا البيت ومن خلف الأبواب الموصدة ( سرير وبقعة ضوء وهاتف) توفر له علاقة افتراضية واهتمام افتراضي بثقافة غربية ، فمن هو ذلك الاب العنتري الذي يمنعه من الخصوصية المفرطة ، والاستقلالية المزعومة •

 

وبكيف الله •