الجمعة - 03 مايو 2024

خلل عراقي جسيم في ترتيب الاولويات..!

منذ أسبوعين

حافظ آل بشارة ||

الجدل مستمر حول زيارة رئيس الوزراء الى اميركا وما حققته من نتائج، وفي ابسط تحليل يقال ان اميركا ربطت العراق بحبال اضافية الى عربتها العالمية، مانعة اياه عن التفكير بالارتباط بعربة اخرى، ويبدو ان زيارة رئيس الوزراء لم تحسم بعض الملفات المهمة التي هي عنوان للهيمنة الامريكية على العراق، ولأن الحديث في هذه الامور يطول وليس العراق هو صاحب الكلمة الفصل فيه، لذلك يمكن العودة الى بعض الاستحقاقات المنسية التي يمكن للحكومة ومجلس النواب والقضاء والقوى الوطنية التعاون من اجل القيام بها وهو واجبها وليس تفضلا، بل يجب ان تحاسب كل السلطات على هذه الفوضى، يجب ان يؤدوا واجبهم الدستوري ولا تستطيع اي قوة في العالم منعهم من ذلك، انه الجهاد الحقيقي.
ان سبب الارتباك والفشل في هذا البلد هو الخلل في ترتيب الاولويات، وللتوضيح فان صاحب المنزل الذي ينشغل حد الصداع بالديكور والزجاج والطلاء وهو لم يبن بيته بعد مجنون او مدمن! فالعقل يقول ان عليه اولا بناء البيت بجدرانه وسقفه ثم يبدأ العمل بتلك الكماليات.
في العراق لغاية الآن الدولة العراقية غير مكتملة لا جدران ولا سقف، واذا ارادت اميركا وغير اميركا توقيع اتفاقيات ومعاهدات ومذكرات تفاهم مع العراق فهذا يعني انها تفعل ذلك مع لادولة، اذن لماذا تتزاحم بعض الدول على توقيع اتفاقيات مع هذا البلد الذي لا دولة له؟ الجواب انهم يطمعون في امواله وثرواته لا اكثر ولا اقل.
ان اعادة بناء الدولة الحقيقية يتطلب :
1- حسم وحدة الارض والشعب وتطبيق الدستور بشأن علاقة المركز مع كردستان.
2- تقوية سلطة الدولة وفرض القانون والبدء جديا بتكوين دولة المواطنة.
3- مكافحة الفساد بسرعة وقوة وان تطلب الامر خوض معركة فلتكن الحكومة مستعدة لذلك، وهناك مالايقل عن 40 نوعا من الفساد في العراق لا تعالج الا باجراءات صارمة وجذرية قد تكون اقرب الى انقلاب سياسي.
لماذا لا تبدأ السلطات الدستورية والقوى الوطنية بملحمة اعادة بناء الدولة العراقية قبل ان تدخل في نقاشات حول علاقاتها الدولية والاقليمية وبقية مفردات الصبغ والديكور ؟