الرابع عشر من شهر شوال سنة 252 هجري ذكرى وفاة السيد عبد العظيم الحسني .

منذ أسبوعين

د . صفاء السويعدي||

 

وهو العالم الربّاني السيد أبو القاسم العلوي الحسني ( قدس سره الشريف ) .
ولد في اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني عام 173 هـجري ، في عهد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وعاش في مدينة سامراء .
أختص بالامام أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) وأخذ عنه الفقه والحديث .
كما صحب الامام أبا الحسن علي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) وروى عنه يسيراً .
وروى أيضاً عن : إبراهيم بن أبي محمود الخراساني ، والحسن بن محبوب السرّاد ، وعلي بن أسباط بن سالم الكندي ، ومحمد بن الفضيل ، وموسى بن محمد العجلي ، وآخرين .

روى عنه : أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وأحمد بن مهران شيخ الكليني ، وسهل بن زياد الآدمي ، وأبو تراب عبيد اللَّه بن موسى الروياني ، وغيرهم .

وكان محدثاً ، فقيهاً ، صوّاماً قوّاماً ، زاهداً ، جليل القدر ، ذا منزلة رفيعة عند الامامين ( عليمها السَّلام )
روى له الكليني في ( الكافي ) والصدوق في ( من لا يحضره الفقيه ) والطوسي في ( تهذيب الأحكام ) جملة من الروايات بلغت خمسة وثلاثين مورداً .
وقد عرض عبد العظيم الحسني أُصول عقيدته وما يدين به على الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، فبارك له الامام ( عليه السلام ) عقيدته ، قائلًا : ” يا أبا القاسم هذا اللَّه دين اللَّه الذي إرتضاه لعباده ، فإثبت عليه ، ثبّتك اللَّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ” .
ولمّا جهدت الحكومة العباسية في ظلم العلويين ومطاردتهم هرب السيد عبد العظيم الحسني إلى الري ، وسكن في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي ، منصرفاً إلى العبادة والتهجد وكان يخرج مستتراً فيزور قبراً كان قريباً منه ، ويقول : هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر ( عليه السلام ) فلما توفّي المترجَم دُفن في موضع مقابل لذلك القبر .
وكان مرجعاً للشيعة في الري أذ رُوي أنّ أبا حماد الرازي قصد الإمام الهادي ( عليه السلام ) إلى سامراء مستفتياً فلما أجابه ( عليه السلام ) أشار عليه بالرجوع إلى عبد العظيم الحسني إن أشكل عليه شيء وهو بالري .
صنّف ( قدس سره ) كتاب خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وله عدّة روايات في ( أمالي ) الصدوق ، و ( عيون أخبار الرضا ) و ( أمالي ) الطوسي وغيرها من إمات المصادر .
منها : روى عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الجواد عن أبيه علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم ( عليه السلام ) أنه دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) فسأله أن يعرفه بالكبائر من كتاب الله عز وجل ، فقال عليه السلام : نعم يا عمرو ، أكبر الكبائر الشرك بالله ، يقول الله تبارك وتعالى : { إِنَّ ا للهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِه ِ} وبعده اليأس من روح الله لأن الله عز وجل يقول : { إِنَّه ُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ ا للهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ } ، ثم الأمن من مكر الله .
قال فخرج عمرو بن عبيد ، وله صراخ من بكائه ، وهو يقول : هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم .

ومن حكم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) التي رواها السيد عبد العظيم الحسني عن الجواد ( عليه السلام ) : ” بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد ” ، ” قيمة كل امرئ ما يحسنه ” ، ” من أيقن بالخلف جاد بالعطية ” ، ” من دخله العجب هلك ” .

توفي عبد العظيم الحسني سنة أثنتين وخمسين ومائتين ، وقيل في وفاته غير ذلك.
وقد وجدوا رقعة في جيبه مكتوب فيها ” أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ” .
وقبره بالري مشهور يُزار .
وللشيخ الصدوق ( المتوفى 381 هجري ) كتاب في أخبار عبد العظيم بن عبد الله الحسني .
وما كُتب عن هذه الشخصية في المكتبة الاسلامية من مصنفات بحدود ما أطلعت عليه ( عبد العظيم الحسني حياته ومسنده ) للشيخ عزيز الله عطاردي ( فارسي ) ( مطبوع ) .
وقد تتبع المفكر الإسلامي الشهيد ( عز الدين سليم ) قدس سره هذه الشخصية بمؤلفه القيم ( الشريف المعتمد عبد العظيم الحسني ) حياته ومسنده ( مطبوع ) .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .

د . صفاء السويعدي
14 / شوال / 1445 هجري
23 / 4 / 2024 م
بغداد