7 أوكتوبر خلطت أوراق المنطقة..!
د. إسماعيل النجار ||
7 أوكتوبر خلطت أوراق المنطقة بكاملها وأفشلَت مخططات واشنطن فيها،
حماس أبدَت شجاعة فائقة وجُرأَة كبيرة بتحدي جيش الكيان، وحزب الله حطَّمَ أسطورة الجيش الذي لا يُقهَر،
وتستمِر تداعيات يوم طوفان الأقصى على الحياة العامة للصهاينة وسياسات أمريكا في المنطقة، أنه يوم لا يُنسَىَ دَوَّنتهُ كل دُوَل العالم في أجنضاتها وتحدثت عنه كل وسائل الإعلام على مستوى المعمورة،
هو يوم كشفت فيه حركة حماس زيف الدولة الديمقراطيه المُدعاة بها وقيمة المستوطن الصهيوني لدى حكومته على حقيقة الأمر،
إذ تبيَّن أن لا قيمة لهؤلاء المستوطنين إنما هم مَطِيَّة لأمريكا والصهيونية العالمية اللذآن يستخدمونهم لتأسيس شعب ودولة على جغرافيا فلسطين ليست سوىَ قاعدة عسكرية غربية متقدمَة لها دور ترهيبي وعسكري لإرعاب العرب والمسلمين وإخضاعهم والسطو على ثرواتهم ومنع قيام أي دولة إسلامية قوية أو أي تقدم نوعي لهم،
إسرائيل هذه هي عبارة عن كيان مصطنع لقيط لُملِمَت مداميكه من كل أنحاء العالم عبر الهجرة الجماعيه ودعاية العيش الرغيد الآمن الذي تبيَّن فيما بعد أنه ويل ومصيبة وفقر مدقَع،
الدور الذي قام به هذا الكيان خلال 75 عام نجَحَ في إخضاع بعض الأنظمة العربية بالكامل وتليين مواقف بعضها الآخر فاستفادت أميركا التي حَلَّت مكان بريطانيا وفرنسا في الشرق من خيرات وثروات المنطقة العربية بفضل قوة إسرائيل الذي كان رعبها طاغياً هذا أولاً،
وثانياً من عمالة بعض الحكام الذين تعود اصولهم إلى بَني قريضة وقينقاع كآل سعود ودائرتهم الخليجية الواسعه،
لكن إسرائيل هذه التي أخضعت كافة الشعوب العربية لم تكن تَتنَبَّه إلى الغيوم التي بدأت تتكاثر وتتلبَّد في الشرق حتى فاجئها أعصار الإمام الخميني العظيم وطوفان طهران،
في ذاك اليوم وُلِدَت دولة إسلامية عزيزة من رحم الظلم والإستبداد كانَ شعارها الموت لأمريكا والموت لإسرائيل وقفت في طريق المشاريع الأميركية كالصخرة في وسط الطريق ومَدَّت أذرعها إلى بطن المنطقة التي تملكتها الولايات المتحدة الأمريكية،
بعض الدُوَل العربية سَعَت إلى استرضاء أميركا لتَتَقي شر إسرائيل عنها وانبطحت أمام متطلبات البيت الأبيض،
عملية طوفان الأقصىَ تلك جاءَت بعد سنوات من الصراع العسكري المرير مع العدو وبعد خوض تجارب قتالية لأيام وأسابيع عِدَّة مع هذا العدو إختبرت فيها المقاومة قدرة الجيش الذي كان لا يُقهَر ودَوَّنَت إحتياجات الأرض العسكرية لهزيمته وانتصرت عليه،
وبذلك فرمَلَت كافة المشاريع الأميركية والصهيونية في المنطقة وغابَ شعار من الفرات إلى النيل وطنك يا إسرائيل، وعاد منطق البندقية والمقاومة وعاد اسم القدس وفلسطين إلى الواجهة وتحولت إسرائيل إلى كيان يتلقى الضربات فاقد لزمام المبادرة تُفرَص عليه المعادلات وقواعد الإشتباك من الداخل ومن لبنان حتى جاء هذا اليوم الذي كرسَت فيه الجمهورية الإسلامية معادلة الإغتيال بالسحق ليل 13/4/2024،
وكَرَّست فيه صنعاء وِحدَة الألم والأمة والساحات بإجماع ملايينها كل يوم جمعه، وقالت المقاومةُ في بغداد كلمتها لأجل أن يكون عالمنا العربي حراً سيداً مستقلاً،
أما المقاومة الإسلامية استطاعت أن ترفع اليد الأميركية عن لبنان ولو جزئياً وسوريا انتصرت على مشاريع أمريكا كما انتصرَ العراق واليمن،
نعم المقاومة كشفت زيف ديمقراطية الإحتلال الذي قصف أسراه ومستوطنيه وقتلهم، وكشفت حجم إجرام هذا العدو ووحشيته وكشفت أطماع الغرب في بلادنا، وكشفت أنه عندما يَجِد الجَد لا أصدقاء لنا بينهم فلا فرنسا أُمَّنا الحنون ولا بريطانيا صديقة ولا أي دولة اوروبية تتمنَّىَ لنا الخير،
نعم يجب تحرير منطقتنا من الهيمنة الأميركية الأوروبية ويجب إخراج بريطانيا الخبيثة وفرنسا أللَّآ حُرَّة من بلداننا كما أخرجتهم الدول الأفريقية،
عاشت المقاومة في كل مكان،
عاشَ مِحوَر المقاومة بقيادة طهران،
إسرائيل سقطت،،
بيروت في،،
24/4/2024