المرأة الفلسطينية على عرش المقاومة..!
رسول حسين ||
تميزت المرأة الفلسطينيّة بين نساء العالم وعلى مر السنين بوضع فريد وخاصّ جدًّا، فهي بالإضافة لمعاناتها من الاستلاب الإنسانيّ والاجتماعيّ مع كافّة نساء العالم وخاصّة في العالم الثالث، نتيجة التقاليد والعادات القديمة المترسّبة من قيم حضارة الإقطاع والبرجوازيّة، والتي تجعل من المرأة تابعة للرجل على هامش حياة المجتمع، فهي تعاني مع شعبها من الاضطّهاد القوميّ والمتضمّن بالضرورة لأشكال الاستغلال السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ، وبشكل أكثر حدّة منه في أيّ مكان آخر في العالم، حيث تعيش غالبيّة الشعب الفلسطينيّ خارج أرضها، والبقيّة الباقية تعيش كمواطنين من الدرجة الثالثة تحت الاحتلال الصهيونيّ.
تعد المرأة الفلسطينية المؤمنة ركيزةٌ أساسية في تربية الأجيال قديماً وحديثاً على ثقافة الاستشهاد وحب التضحية في سبيل الله وسبيل الوطن المحتل بمشارِكتها الفاعلة إلى جانب الرجل في الجهاد والمقاومة بحسب الدور المنوط بها، إذ قدّمت نموذجاً يُحتذى به في الصمود والتضحية , لتكون إما أسيرة أو جريحة أو شهيدة. والمرأة الفلسطينية المجاهدة تُعدّ جُزءاً أصيلاً من معادلة تحرير الأرض والإنسان، إنها أيقونة الحرائر في كل العالم، فهي الأم التي أنجبت المقاومين والشهداء، وقامت بتربيتهم على العزة والكرامة، وهي الأخت التي صمدت وكانت الظهر الحامي للمقاومين الأبطال، وبثّت فيهم الحماس، وهي الثائرة والأسيرة والشهيدة.
لعبت المرأة الفلسطينية المجاهدة دوراً مهماً وبارزاً في مقاومة الاحتلال الصهيوني، منذ النكبة الأولى عام 1948م, وتنوعت أدوارها ومشاركاتها في المقاومَة المسلحة، والعمل السياسي، وقبلهما في النشاط الاجتماعي والثقافي. . فهي الأم والأخت والزوجة والعاملة والمقاومة التي شاركت في جميع مراحل نضال الشعب الفلسطيني في مقاومة الغاصب المحتلّ. وهي من حملت على عاتقها مسئولية المشاركة في المقاومة الشعبية منذ بداياتها، إذ برز دورها في المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال الصهيوني.. كما شاركت في أعمال المقاومة المسلحة منذ ثورة الحجارة وحتى يومنا هذا، يوم طوفان البندقية والطائرات المسيّرة والصواريخ.
لم تستكن المرأة الفلسطينية في أي محطة من محطاتها لتكن قي خضمّ الصورة، ولم تقبل بأقل من ان تكون شريكاً رئيسياً في النضال ومواجهة الاحتلال إلى درجة تحمّل تعذيبه وقمعه، فقدمت على مدار الثورة العديد من النماذج المشرقة التي كانت منارات نضالية وثورية ليس على صعيدي المرأة الفلسطينية وشقيقتها العربية فحسب, بل على صعيد المرأة على النطاق الإقليمي والآخر العالمي.ورغم أن مجتمعنا لا يتصف بالكثير من الإنصاف بحق المرأة عموماً، الا ان للمرأة المقاومة مكانة خاصة تكسر كل حواجز التمييز ضدها، وتدفع المجتمع لإبداء احترام خاص لتضحياتها ودورها النضالي.
اليوم نعيش أجواء انتفاضة فلسطينية جديدة، وكعادتها المرأة الفلسطينية لم تبق حبيسة منزلها بل خرجت للشارع وشاركت بفاعلية في المواجهات ضد قوات الاحتلال لتكون في وجه بطش آلة القتل الصهيونية تشارك في الاعتصامات، المظاهرات وفي تنفيذ العمليات البطولية.