خصوصية المفردة القرآنية وجماليتها /3
✍🏽د. رعد هادي جبارة ||
الأمين العام للمجمع القرآني الدولي
أدركت من خلال إدارتي للمجمع القرآني الدولي [1025 عضو] منذ 2017 حتى الان2024-أكثر من ذي قبل- أن فهم القرآن و استنباط معانيه و أحكامه له مستلزمات و ضوابط ، و تفسيره علم له شروط و مقدمات وادوات، ومن أبرزها فهم السياق.
إذ لا يُفهم معنى كلمة الا إذا وُضعت في الجملة، و لا يُفهم معنى جملة الا اذا وضعت في سياق الجُمل التي تسبقها وتلحقها،وهي الجمل الجارات،و لايفهم معنى الجُمل إلا في سياق النص والسياق.
ولابد ان ندرك ما معنى [السياق] وتعريفه أولاً،فهو إطار عام تنتظم فـيه عناصر النص و وحداته اللغوية، ومقياسٌ تتصل بوساطته الجمل فيما بينها و تترابط، وبيئة لغوية و تداولية ترعى مجموع العـناصر المعرفية التي يقدمها النص للقارئ. و يضبط السـياق حركات الإحالة بين عناصر النـص، فلا يُفهم معـنى كلـمة أو جملة إلا بوصـلها بالتي قبلها أو بالتي بعدها داخل إطار السياق.
وكثيرا ما يرد الشبه بين الجمل والعبارات مع بعض الفوارق التي تميّز بينها، ولا نستطيع تفسير تلك الفوارق إلا بالرجوع إلى السياق اللغوي، ولحاظ الفوارق الدقيقة التي طرأت بين الجمل. فكل مساق للألفاظ يجر ضرباً من المعنى بجزئياته و تفاصيله.
لذلك يتعين عرض اللفظ القرآني على موقعه؛ لفهم معناه، ودفع المعاني غير المرادة.
وللسياق أنواع كثيرة لا بد من لفت الانتباه إليها، منها:
_ السياق المكاني
_والسياق الزمني للآيات أو سياق التنزيل أي سياق الآية بين الآيات بحسب ترتيب النزول.
_والسياق الموضوعي
_والسياق المقاصدي
_والسياق التاريخي ومنه أسباب النزول.
_ والسياق اللغوي وهو دراسة النص القرآني من خلال علاقات ألفاظه بعضها بعـضاً، والأدوات المستعملة للربط بين هـذه الألفاظ، وما يترتب على تلك العلائق من دلالات جزئية وكلية.
إذ ينبغي تحكـيم كل هـذه الأنواع من السياقات عند إرادة دراسة النص القرآني بمنهج سياقي متكامل،كما يقول د.عبد الرحمن بودرع[ منهج السياق في فهم النص، كتاب الامة،المحرم 1427 هـ،شباط -فبراير 2006 مـ].
#يتبع لاحقاً#