الخميس - 12 ديسمبر 2024

الدخيل والاصيل على الشعائر الحسينية..!

منذ 8 أشهر
الخميس - 12 ديسمبر 2024

زمزم العمران||

 

تعد واقعة الطف وثورة الامام الحسين (عليه السلام )، من الحوادث المفصلية في تاريخ الدين الإسلامي ، حيث أعلن صاحبها عن أهدافها قبل انطلاقه للقيام بها في مقولته المشهورة عليه السلام :(أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلَا بَطِراً وَلَا مُفْسِداً وَلَا ظَالِماً وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي رسول الله صل الله عليه وآله وسلم) .

وقد حاول أعداء الإسلام أختراق المذاهب الإسلامية ، فتمكنوا من إختراق جميع المذاهب وتحريف مناهجهم وأفكارهم ومعتقداتهم ، وبقي المذهب الجعفري عصياً على أعداء الإسلام ،حتى وجدوا نقطة القوة في هذا المذهب وبدأوا بالعمل على اضعافها وكما ورد عن الوزير البريطاني تشرشل ”ما دام للمسلمين قرآن يتلى وكعبة تقصد وحسين يذكر فأنه لايمكن لاحد ان يسيطر عليهم“ ، فكانت تلك النقطة في مذهبنا هي شعائر الإمام الحسين (عليه السلام) ، التي كانت ولاتزال وستبقى مصدر قوتنا حتى عبر عنها السيد الخميني(قدس سره) “كل ما لدينا من عاشوراء” فأدخلوا عليها بعض الطقوس التي لا تمت لهذه الثورة بأي صلة ،فعلى سبيل المثال لم نقرأ اي رواية وردت عن المعصومين عليهم السلام بخصوص التطبير ، وعندما نسأل المطبرين عن سندهم الشرعي في هذه الأفعال ،يجيبون أن السيدة زينب عليها السلام “لطمت رأسها بالمحمل ” ، متناسين ذلك الموقف العظيم لتلك الصابرة المحتسبة التي وضعت يديها تحت جثمان أخيها قائلة “اللهم تقبل منا هذا القربان ” ، فأيهما نصدق أن تلك العالمة غير المعلمة كما وصفتها الروايات ، يصدر منها هذا الجزع ، ام نصدق تلك الرواية التي توضح لنا كمال الرضا والتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى.

أما الباقي من الأشياء الدخيلة على هذه الطقوس ، مثل التطيين والمشي على الجمر والتي تعود فالاصل إلى الديانة الهندوسية ، لكي تثبت في عقيدتهم صدق الإنسان اتجاه مايعتقد ، فأدخلها البعض تطرفاً منه إلى شعائرنا وهي لاتمت الينا بصلة ،اما ضرب الزنجيل الذي يحتوي على شفرات جارحة فهي بالاصل من الطقوس التي ادخلها بعض المسيح المتطرفين إلى ديانتهم ، وقد وردت في إحدى مشاهد الافلام الأجنبية لشخص يقرأ التراتيل الإنجيلية ويقوم بهذا العمل في فيلم “شيفرة دافنشي ” .

أما مايتعلق بالتصرفات التي تنتهك كرامة الإنسان من حمل لافتة وتعليقها في الرقبة تحت مسمى (كلب رقية ) فهي دخيلة على ديننا ومذهبنا الذي ورد في قرأننا قوله تعالى :(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) ، وكذلك ماورد عن أمير المؤمنين الذي كان عندما يعطي الصدقة لاينظر إلى وجه السائل إليه حتى سأل قال : كي لاارى فيه ذلة السائل وفي نفسي عزة المسؤول .

أما مايسمى بالشور ، فأن لساننا عربي فصيح ، قادر على لفظ الحروف العربية بأجمعها بطرق نطقها الصحيحة على العكس من الأمم الأخرى التي يصعب عليها أجادة اللغة العربية ،فبدأ البعض يقلدها بدون حجة ولابرهان فيرفع حرف الحاء من أسم الحسين عليه السلام ، بدون اي مبرر كذلك العري و الحركات والتصرفات المصاحبة لتلك القراءة وكأنها سنة وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام وآله الكرام .

في الختام يجب التذكير أن هناك منهجاً أصيلاً ورد في إقامة مجلس العزاء الحسيني ، حيث كان الإمام الصادق عليه السلام يمتدح الطريقة العراقية في أقامة العزاء كما ورد في الرواية: (اقرأ كما يقرأ أهل العراق ) ،لما يمتلكون من قراءة تليق بمجالس العزاء والمواساة الحسينية وبكل تأكيد إن من يجلس في هذه المجالس ( المجالس الحسينية ) سوف يرتقي ويسمو ويكون أفضل من غيره إن سمع الكلام واتبع أحسنه اذن بالنتيجة هي مربي للبشر وخاصة الاجيال المعاصرة حيث عواصف وامواج البلاء والاختبار والتطور الالكتروني والحداثه وظهور البدع الشيطانية وانتشارومواقع الرذيلة والفسق والفجور والانقلاب على العادات والتقاليد الاجتماعية الفاضلة والكريمة في المجتمع.