إرهاب أم مقاومة و ضحايا أم قتلى !؟ صراع المفاهيم الوجه الآخر للنزال العربي الصهيوني .
رسول حسين ||
لقد لجأت الصهيونية ومن يرعاها في ربوع العالم لبث المصطلحات السامة عن طريق الإعلام بلا تردد وبدون إنسانية ولعدم وجود رادع يقف بوجه هذا الهجمة الشرسة والمنظمة يواجه الإعلام العربي اليوم نارٌ تستعر بين الطرفين الا وهي حرب المصطلحات ولم يكتفي العدوان المشؤوم بذلك بل واصل ببث أسماء عبرية عديدة في لغة الإعلام العالمي وسارع معظم إعلامنا العربي لنقلها دون تمحيص ودراسة ومراجعة وأصبح يكرر هذه المدسوسات الإسرائيلية ويعممها في الرأي العام بقصد أو بدون قصد الأمر الذي شوه التاريخ عموماً وتاريخ الصراع العربي خصوصاً كأننا أصبحنا قد أدمنا تماماً عملية نقل المصطلحات دون إعمال فكر أو اجتهاد دون فحص أو تمحيص حتى أصبحت العلوم الإنسانية عندنا عقلها أو اذنيها تنقل آخر ما تسمع بكل أمانة وموضوعية تبعثان على الضحك وإلا فما معنى ترديدنا لمصطلحات معادة السامية و الهولوكوست و العمليات الانتحارية و المستوطنات و الشرق الأوسطو أرض متنازع عليها.
حسناً يبدوا أن الصهيونية التي لا تكتفي بالاسراف في استخدام السلاح القاتل ولا بإمتلاك الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة وبالتوسع العدواني الدائم والابادة المنظمة للشعب الفلسطيني الصامد ولا بخرق قرارات الأمم المتحدة وانتهاك القانون الدولي كل لحظة ولكنها تمارس فوق ذلك كله تزييف التاريخ وتزوير الحقائق ودس المصطلحات الإسرائيلية المشوهة في اللغة العربية بدهاء شديد. ربما أن موضوع المصطلحات قد وجدَ اليوم من يكافحهُ ويقف أمامهُ ويعيق استمراره. لكننا نلاحض وجود حرب جديدة الا وهي حرب المقارنات بين المصطلحات ولماذا برايك يطلق الإعلام العالمي على المقاومة العربية بمصطلح الارهاب في عمليات الدفاع عن الأرض والعرض. ولماذا يطلق على من يقتل الابرياء بدون رحمة بكلمة جيش الدفاع الإسرائلي وكلنا قد عرفنا عبر التأريخ أن الجيوش لها قوانين وانظمة تحكمها تمنعها من ارتكاب المجازر.
تعدى الموضوع ذلك ليصل إلى الأطفال فهل هم أطفال ام صبية
وصلت حرب المصطلحات المفخخة للصبية والأطفال إذ أصرت الصحف العريقة الغير المهنية ومنها التايمز وديلى تليجراف ومحطات التليفزيون الرئيسية مثل بى بى سي وسكاى نيوز وغيرهم من امتنعوا عن نقل الحقيقة على وصف الإسرائيليين الصغار الذين ماتوا فى عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضى أو أُخذوا إلى قطاع غزة بأنهم أطفال و رضع. فيما وصفَ الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا فى غزة أو الضفة بأنهم صبية. وحتى عندما طُعن الطفل الفلسطيني وديع الفيوم ذو الأعوام الستة. 26 طعنة فى ولاية إلينوى الأمريكية بعد تسعة أيام من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة وصفه الإعلام البريطاني فى عناوينه الرئيسية بأنه صبي وأغفلت العناوين ذكر الطعنات العنصرية سبب الوفاة.
نعم عزيزي القارئ الموضوع اكبر بكثير من تصورات البعض البسيطة شاهدوا معي التزييف والتحريف منذ 7 من أكتوبر تستخدم وسائل الإعلام الكبرى وصف اليهود فى سياق يستهدف إقناع متابعيها بأن ما يحدث هو حرب على اليهود وعلى إسرائيل لأنها يهودية. في عملية مراد منها استغفال الجميع لكسب العواطف على حساب الشعب الفلسطيني وتطلق الصحف والتليفزيونات البريطانية الكبرى على المستوطنات المخالفة للقانون الدولى وللقرارات الأممية والمدانة حتى من الدول الغربية جميعا وصف الإسرائيلية . وفى مواجهة هذا التزييف يطالب الصحفيون المنصفون باستخدام الوصف الأدق الموضوعى وهى اليهودية وذلك لان كل المستوطنين سكانها يهود ولا يحمل عدد كبير منهم الجنسية الإسرائيلية. وفى هذا إدانة للدول التى تسمح لمواطنيها اليهود بالهجرة إلى فلسطين للاستيطان فى منازل وأراض بعد أن طرد أصحابها الأصليون بقوة السلاح.
حربٌ خفية المراد منها المماطلة وكسب الأطراف الأخرى لجانب إسرائيل والا متى كان الصراع فلسطيني – إسرائيلي متى ..!؟
أن مصطلح الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي خاطىء تماماً فبالرغم من أن الفلسطينيين هم الواجهة في هذا الصراع لكن الخطر الإسرائيلي لا يطال الفلسطينيين وحدهم وإنما كل العرب من المحيط إلى الخليج. هذا ما لا نقوله نحن بل تقوله حقائق الصراع والأحلام الصهيونية والأهداف الإسرائيلية، وتاريخ إسرائيل منذ ما قبل قيامها حتى هذه اللحظة. أن إسرائيل ما زالت تحتل هضبة الجولان العربية السورية ولقد سبق وأن ضمّتها إليها بقرار اتخذته الكنيست وهي لا تزال تعتبر الهضبة أرضاً إسرائيلية. كذلك إسرائيل ما تزال تحتل مزارع شبعا اللبنانية وسبق أن احتلت أراضي مصرية وهي تلاحق الفلسطينيين في الدول العربية.
لايزال الصهاينة مستمرين بنصب الفخاخ للعرب والمسلمين سواء سياسيا أو عسكريا أو إعلاميا وما أود أن أشير إليه فى مقال اليوم هو الخطاب الإعلامى العربى وما ينبغى أن يكون لأنه كثيرا ما تعرض لفخاخ وقع فيها والنماذج كثيرة. وأعتقد أن أهم نموذج هو الوقوع في فخ اختزال طبيعة الصراع في القضية الفلسطينية وإن كنت أرى أنه ليس صراعا إنما هو عدوان مُحتل على شعب أعزل ويجب علينا نقل هذه الحقيقة للعالم فبعد أن كان عدوانا صهيونيا على الدين الإسلامي بات يختزل على أنه صراع إسرائيلى / عربى ثم صراع إسرائيلى / فلسطيني إلى أن وصل توصيفه على أنه صراع إسرائيلى / غزاوي وللأسف الخطاب الإعلامى العربى يردد هذا التوصيف وهذه المصطلحات، فنجده يقول في نشراته وعلى لسان إعلامييه وضيوفه أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة متناسيا ومتجاهلا أن هذا فخ كبير يضر بالقضية الفلسطينية ككل ويخدم الرواية الإسرائيلية أمام الرأى العام العالمى.