حكومات الاساطير الدينية وعلمانية اميركا الزائفة..!
حافظ آل بشارة ||
تظاهرات الجامعات في اميركا المتضامنة مع غزة وفلسطين والمنددة بوحشية الصهاينة، والرافضة للدور الامريكي في ارتكاب تلك الجرائم، التظاهرات كشفت مدى الهوة القائمة بين الشعب الامريكي والطبقة السياسية في ذلك البلد، فطلبة الجامعات هم نخبة المجتمع ومع انهم من هذا الجيل الغارق في ثقافة الرأسمالية والاستعلاء الا ان المشاعر الانسانية والانحياز للحق والتعاطف مع الضحايا باتت سمات واضحة لاحتجاجات الطلبة، فقد تصرفوا كشريحة واعية مسؤولة تفكر بحرية وتسيء الظن بسلطات البلد وقياداته العليا التي تشارك في جرائم القتل والابادة والتهجير والتجويع للشعب الفلسطيني، هذا الموقف والتفكير الحر هو الذي يعزز الانسانية الاممية التي كلما حاول الطواغيت طمسها تفجرت مجددا، هذه المواقف الشعبية في اميركا يقابلها موقف سياسي عجيب للنخبة الحاكمة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ومفكريها، فقد رد رئيس مجلس النواب الامريكي مايك جونسون على اعتصامات طلبة الجامعات بالقول : إن مساندة اسرائيل (واجب ديني إنجيلي) ثم قال: (أن إسرائيل هي الديمقراطية الثابتة الوحيدة في الشرق الأوسط وأنها ستنتصر طالما استمر الدعم الأميركي لها) اما القس الأميركي الإنجيلي جيمي إيفانز فقد دعا اميركا الى عدم التوقف عن امداد اسرائيل بالأسلحة والأموال مبررا ذلك بمقولة دينية مفادها: (لأن قيامة إسرائيل الكبرى في الكتاب المقدس تسبق عودة السيد المسيح (ع) ثم تنقلب الأمم على إسرائيل فلن تقوم لها قائمة بعدها).
وفي هذا التعارض الواضح بين موقف الشعب الامريكي وبين موقف النخبة السياسية، يتضح مدى انزلاق النخبة الى توظيف المقولات والاساطير الدينية لخدمة الاهداف السياسية، في انكشاف واضح للاكاذيب التي كانت تصور اميركا كمهد للعلمانية التي تفصل الدين عن السياسة، وتوجه النقد والاتهام بالتخلف لكل الاحزاب الاسلامية التي تدعو الى العودة الى الاسلام لبناء الانسان والدولة، بينما اليوم كل ساسة اميركا واوربا هم اسرى الصهيوصليبية التي توظف الاساطير الدينية لخدمة اهدافها.