المفهوم الأجوَف للإنسانية..!
كوثر العزاوي||
إنّ مفهوم الإنسانية لدى الساقطين في مستنقعات العهر، هو أجوف وله معانٍ سافلة لاتمت إلى الإنسانية بصلة، إذ لم تستحِ سفيرة الشيطان الأكبر وهي تحشر أنفها بكل تشريع يُقرّهُ مجلس البرلمان العراقي، سيما الذي يصبّ في مصلحة الشعب الجريح، حيث نراها تتهجم بوقاحة واصفة قرار تجريم الشذوذ، بأنه يهدد حقوق الإنسان التي يزعمون أنها حقوق إنسانية تصب في مصلحة آدمية البشر، وهي في الواقع أهواء تُتَّبع، وتسويلات على هيئة مصطلحات يتمّ تفعيلها في غرف حمراء تحت عناوين منظمات المجتمع المدني، فأخذت تلك المنظمات ومنذ عقدين من الزمن، تشتغل بكل أدواتها المأجورة لهدم المنظومة القيَميَة في بلد المقدسات، بهدف تصديرها الى العالَم، كالشذوذ الجنسي، والإنحراف الأخلاقي، والمخنثين، والنسويات، والمثلية، وغير ذلك..بما يكفل تحطيم جوهر الإنسانية، ونخرِ الذّمم، ونسف المروءات، وتشويه الفطرة، بما يكدّر كل صفو وجمال، وهذا هو ماأثار حفيظة دولة الشر وسفيرتها الرابضة بأدواتها المدمّرة على قلب العراق، لتنتفض محتجّة على القرار، وبكل صلافة وتدخّلٍ سافرٍ بالشأن الداخلي العراقي، فقد أباحَت لنفسها الاعتراض على تشريع قانون مكافحة البغاء، الذي أثلج صدور الأحرار والشرفاء، إذ كان قرارًا جريئا، في وقتٍ أرهقتنا مظاهر المجون الدخيلة على مجتمعنا، واستفزّنا أصحابها أيّ استفزاز!! وجاء التصويت على سنّ القرار من قِبل البرلمان العراقي، بعد الجهود المتظافرة، والحراك الجاد من قبل الغيارى والمهتمّين بالحفاظ على الثوابت من القيم، والدفاع عن الهوية الدينية من الانسلاخ، في الوقت الذي عاثت سفارة الشر في بلادنا فنون الفساد، حينما ترك المندسّين والناشطين أبواب السفارة مشرعة أمام الشعب، تحت عناوين برّاقة جاذبة بهدف استمالة عقول شبابنا وتخلّيهم عن هويتهم وزعزعة ثوابتهم فأصابت سفيرة الشيطان مقتلًا، وانتهكت بسببها أعراض، وانحرفت عقول، وشذّ الكثير عن القواعد وخط الفضيلة، وتمرّد آخرون على الأعراف والتقاليد الخيّرة، فلا رادع من ضمير، ولا قانون يلزمُ المخالف، وها قد آن الأوان لتسير المياه في مجاريها بالإتجاه الصحيح ولو بمقدار معين، فليس ثمة مايعرقل هذا القرار، ولابد من الإصرار على تسييرهِ وفق القوانين التي تنسجم مع طبيعة البشر ونشأته، من حيث التركيبة الخاصة بكل مِلةٍ وطائفة وهو حقّ لامناص منه، وليس من حق الدخلاء والمتطفلين الإعتراض، ولتذهب الأصوات النشاز المتباكية على حقوق الإنسان إلى الجحيم، ثم
أي إنسانية تلك التي يتباكون عليها شذّاذ الآفاق؟! أهيَ التي تساهمون بها منذ سبعة أشهر في سحق شعب بأكمله، بأطفاله ونسائه وشيوخه، والمرضى في مستشفياته؟! أم الانسانية التي أحالت بيوت الآمنين وكل مقوّمات حياتهم الى رماد تذروه رياح حقدكم ودعمكم للقيطة إسرائيل؟!! كفاكم أيها المخادعون، فقد حانت ساعة الصفر التي كشفت الشعوب فيها زيفكم، بما فيه شعبكم المضلَّل بتلميع ديمقراطيتكم التي تزعمون! وعما قريب سيعرف كل العالَم ومَن ساهم في تدمير الشعوب والمجتمعات الآمنة بما فيها تدمير بُنية مجتمعنا الأخلاقية والثقافية، بأنّ العراق بلد المقدسات، ومهبط الأنبياء والأولياء، بل هو عاصمة دولة العدل المقدسة المنتظَرة بقيادة قائدها الأعلى الحجة بن الحسن”عجل الله فرجه”، فحاشا لربّ العزة أن يُمكّنَ أرجاس البشر من الإجهاز عليه، ولن تستطيع
قوة مهما حاولت ودمّرت أن تُجهِزَ على هذا البلد العزيز الشامخ بكل شيء، بإرثهِ القِيَمي والعلمي والديني والعلمائي، نعم قد تعثّر مرات ومرات بسبب حجم المخططات الخارجة والداخلة، والتي استهدفت ومازالت بُناهُ الأصيلة، ولكن هيهات أن يسقط، لأنّ اللهَ تعالى قد ضمِن لأهله العزة والكرامة، كما وَعدَهُ النصر والظفر في آخر الزمان.
{فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَی السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّـهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ} محمد ٣٥
١٤-شوال-١٤٤٥هجري
٢٨-نيسان-٢٠٢٤م