ماذا لو توسعت المظاهرات الأمريكية في مضارب أخرى؟!
غيث العبيدي ||
سادت السردية الإسرائيلية لعقود من الزمن ، فأصبحت الوقود اليومي للإنسان الغربي ، تذكارا لماضيه ، وصورا ،لحاضره ، و دروسا لمستقبله ، حتى بات يعيش في دائرة مغلقة تقوم على أسس السيطرة !! فمن يفهم الماضي يسيطر على الحاضر ومن يفهم الحاضر يطرق أبواب المستقبل ومن يطوي الماضي يتقدم بثبات نحو المشنقة •
فما هو الماضي وما هو الحاضر وما هو المستقبل ؟
الماضي الشتات والابادات اليهودية ، والحاضر دولتهم التاريخية ، ويشير المستقبل للخلاص النهائي من كل لا يؤيد ذلك !!
طوفان الأقصى كانت أوضح واقوى التفسيرات التى غيرت مسارات وكشفت حقائق واوضحت الأحداث الخاطئة مما سواها ، فقرأ طلبة امريكا وبعض الإعلاميين والمحللين بل وحتى الدبلوماسيين حكاية فلسطين قراءة صح ، فكانت افضل من قراءة المسلمين لها بكثير !! لتصبح غزة حكاية منفردة ومختلفة ، اطول من جميع الحكايات وابشع من جميع القصص ، حكاية كارثية ونادرة وغير مألوفة ، ويمكن أن نطلق عليها الحكاية التي ستحدث ربيع عالمي او ستفكك العالم !!
ويبدوا أن طلبة الجامعات الأمريكية عرفوا وقت الانطلاق فانطلقوا ، ولم يتحدثوا ، ثم أكملوا فساروا ، ولم تثنيهم عن هذا الأمر جميع العوائق والموانع والمطبات ، ومن خلال عيونهم وعيون الكاميرات وسع الضوء بقع تركيزه ، على ماحصل ويحصل في غزة ، وعرف العالم بأن إسرائيل عبارة عن طاقة الاستنزاف الهائلة لكل شئ يتحرك ، وآلة لخراب الكوكب ، وبات من أوضح المسلمات كبح جماحها ووضع حدا لها •
نمط المظاهرات الحالية نمط غربي امريكي فقط ، لكن ماذا أن توسعت لتشمل مضارب أخري وأنماط أخرى ، مضارب المسلمين ، مضارب الهند بسيخها وهندوسها ، مضارب الاوربيين بمذاهبهم الإنسانية ، فتخيلوا معي ماذا يمكن ان يحدث ؟
ستسقط السردية الإسرائيلية بالكامل ، وستجبر الدول والأنظمة السياسية العالمية الداعمة لإسرائيل ، لإعادة النظر بتوجهاتها وقطع دعمها وامداداتها ، وستعيد المحاكم النظر بكل الدعاوى التى قدمت ضد إسرائيل ، وسيتوقف الاستيطان بالكامل ، وستعيد المؤسسات الاممية النظر بقرارتها ، ولا نعرف ماذا يمكن أن تصدر من قرارات جديدة لصالح حكاية غزة وقضية فلسطين ، وسيشكك في قدرة اسرائيل على القدرة والمقاومة والبقاء •
والأمر كله متروك للعرب والمسلمين وتحديد وقت الانطلاق •
وبكيف الله •