الخميس - 12 ديسمبر 2024

BBC تسلط الضوء على مشروع طريق التنمية في العراق

منذ 8 أشهر
الخميس - 12 ديسمبر 2024

فهد الجبوري ||

 

هل ينجح العراق في إنجاز المشروع بعد سنوات من التعثر ؟

نشرت قناة بي بي سي البريطانية على موقعها صباح اليوم الثلاثاء تقريرا حول مشروع طريق التنمية في العراق تضمن خلفية تأريخية لهذا المشروع الحيوي ، والمعوقات التي اعترضت تنفيذه ، والفرص المتاحة اليوم لإكماله .

في المقدمة ، تطرق التقرير الى مشروع ميناء الفاو الكبير الذي وضع حجر الاساس له في عهد حكومة نوري المالكي ، لكنه تعثر في مواجهة تحديات عدة ، أهمها قيام الكويت ببناء ميناء ضخم- هو ميناء مبارك الكبير – الذي كان حسب ما وصفه التقرير ” بمثابة حكم الاعدام على مشروع ميناء الفاو الكبير ”

ويقول التقرير انه بعد اربعة عشر عاما من إعلان حكومة المالكي ، أشرف رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب اردوغان على توقيع مذكرة تفاهم رباعية الى جانب كل من الامارات وقطر للتعاون في تنفيذ مشروع ” طريق التنمية ” الذي يبدأ من ميناء الفاو الكبير ، وذلك خلال زيارة الرئيس التركي الى العراق الاسبوع الماضي.

ويضيف التقرير ان حكومة المالكي لم تطرح خطة جديدة تماما في ربيع عام ٢٠١٠ ، فقد شكل انشاء ميناء كبير في المدينة المطلة على سواحل الخليج حلما تبناه العراقيون لعقود طويلة ، وتأخر تنفيذه في ضوء الحروب والنزاعات المتلاحقة التي شهدتها البلاد ، بدءا بالحرب العراقية الايرانية وليس انتهاءا بالغزو الاميركي للعراق في عام ٢٠٠٣ .

ويوضح التقرير أنه بالرغم من الحماسة التي صاحبت الاعلان الحكومي ، تأخر تنفيذ المرحلة الاولى من المشروع ، والمتمثلة في بناء كواسر الأمواج لسنوات عديدة ، وتباطأت وتيرة العمل فيه ، في ظل تجاذبات سياسية عدة وضغوط دولية واقليمية فضلا عن خلافات بين القوى الفاعلة في العراق ، وبحلول العام ٢٠٢١ لم تكن البلاد قد أنجزت المشروع الذي كان من المقرر إنجازه خلال اربع الى خمس سنوات بتكلفة تقدر بأربعة مليارات دولار.

ويشير الى ان عهد رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني قد شهد إعادة تسويق المشروع تحت اسم مشروع ” طريق التنمية ” وفي القلب ميناء الفاو .

وبحسب الحكومة العراقية ، سيتضمن المشروع ، اضافة الى الميناء ، طرقا سريعة وسكك حديد وخطوط لنقل الطاقة تمتد من اقصى الجنوب العراقي الى الحدود العراقية التركية في فيشخابور ، بتكلفة تبلغ ١٧ مليار دولار ، على ان يتم انجاز المشروع على ثلاث مراحل تنتهي الاولى عام ٢٠٢٨ ، والثانية عام ٢٠٣٣ ، والثالثة عام ٢٠٥٠ .

ويتطرق التقرير ايضا الى سر الاهتمام التركي بالمشروع ويقول نظرا لطبيعة المشروع الذي يلعب فيه العراق دور نقطة الوصل ، يمثل اقناع الاطراف الاقليمية بالوقوف وراء المشروع واحدا من أكبر التحديات التي يجب على العراق تذليلها ، وحسب الخبراء ، فقد نحج العراق في استمالة تركيا لدعم المشروع خاصة بعد استبعاد انقرة من مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج واوروبا ، والذي تم الاعلان عنه خلال قمة العشرين في سبتمبر ايلول ٢٠٢٣ ، وهو ما دفع الاتراك الى تبني المشروع العراقي بقوة وزخم أكبر .

كما يؤكد الخبراء ان الاهتمام التركي بالمشروع العراقي يأتي ضمن اطار أوسع من تغير أولويات السياسة الخارجية التركية التي باتت تركز على التعاون مع دول الاقليم ونبذ الخلافات. ويشير التقرير ايضا الى ان قطر تبدو مهتمة بتوفير مشروع طريق التنمية ممرا لوصول صادراتها من الغاز الى تركيا ومنها الى اوروبا عبر العراق ، وهو الأمر الذي يمثل واحدا من أهداف تركيا التي تسعى لتكون مركزا لنقل الطاقة في المنطقة والعالم .