طوفان الاقصى ينقذ ميناء فاو العراق..!
علي الخالدي ||
كل يوم يفاجئنا طوفان الاقصى بإنتصار جديدة، وتعدد هذه الانتصارات لا يمكن حصرها في بضعة سطور قليلة.
إن العائدات والارباح النفسية والمعنوية، التي رجع بها طوفان الاقصى على المسلمين والمستضعفين في العالم، لم تقتصر على طائفة او جهة اسلامية، بل تعدت ذلك حتى على مخالفيهم، وما نشهده من تظاهرات طلبة الجامعات الامريكية والاوربية، ما هو إلا انعكاس للصورة المشرقة، التي انتجها محور المقاومة في غزة الصمود، حيث ان جبهة الغزيين رغم فقدانها لاكثر من 35 الف شهيد، إلا انهم لم يعتدوا او يقتلوا اي مدني، او يدمروا منزلاً او يخربوا مزرعة من الجبهة المضادة لهم، وهذا جلب تعاطف الشعوب معهم، لصدق قضيتهم التي يقتلون ويقاتلون من اجلها.
أعلاه كان اختصاراً كبيراً للمنجز المعنوي والنفسي لمن كادوا ان يفقدوا امل الحياة، وضاقت بهم السبل ووصلت بهم مدارك العقول إلى حافة الانتحار، والاخير كانت كل مباني وغايات الشيطان الأكبر، وفي العودة لعنوان المقال وربطه بالطوفان، وكيف انقذ ميناء الفاو الذي كان معطل منذ عشرين عاماً، دون أي سماح لحكومات العراق المتعاقبة بالتوسعة او التطوير، نتيجة لسيطرة صهاينة الخليج على موانئ المنطقة العربية، وأشغالها بالفوضة الداخلية او الحروب بين الحين والآخر، مثل ليبيا والصومال والسودان والعراق، لا بد ان نعرج على باقي المنجزات الاقتصادية للمستضعفين ونذكر منها:
إنقاذ قناة السويس التي أراد الصهاينة، ان تهجرها سفن الملاحة العالمية، بعد فتح قناة “بن غوريون” والاخيرة دمرها رجال محور المقاومة، لصالح مساكين مصر العربية وفقرائها، ومحاولة العدو تدمير غزة، وتسويتها مع الارض لذات الهدف.
بعد ان استطاع محور المقاومة الاسلامية، من السيطرة على كل المنافذ البحرية والطرق البرية، المؤدية إلى الكيان الصهيوني، مثل البحر الأحمر والبحر العربي اللذين سقطا بيد انصار الله الحوثيين، والبحر الابيض المتوسط الذي سقط بيد حزب الله والغزاويين، بإسناد المقاومة العراقية، وفشل طريق الحزام الاخضر بسبب تكلفته الاقتصادية، الذي يمتد من القارة الهندية إلى الخليج ثم الامارت وصولاً للكيان الصهيوني، عبر السعودية والاردن، لم يبقى امام الكيان إلا طريقاً واحداً، يعتقدون انه منقذاً لهم، وهو إعادة فتح ميناء فاو العراق، الذي يمتد عبر الخليج من جنوب العراق، وصولاً إلى اوربا عبر تركيا، او للكيان والبحر الابيض المتوسط عبر الاردن.
إن إعادة تنفيذ ميناء “الفاو” بشركة استثمار إماراتية بعد موافقة أمريكا هو حق عراقي، وفضل الله ثم جهود طوفان الاقصى الذي كانت فيه صواريخ ومسيرات المقاومة الاسلامية العراقية شريكاً ببث الحياة فيه مجدداً، نعم؛ العراقيون فرحون بفتحه، ولن يسمحوا للكيان الصهيوني بإستغلاله لنقل البضائع لهم، فهم يمكرون والله خير الماكرين.
إذن طوفان الاقصى انقذ ميناء الفاو لصالح مساكين العراق وفقراءه، الذين كانوا يعيشون الويلات بسبب تعطيله، وليس للصهاينة، حاشی لله ان يكون ذلك.