الخميس - 12 ديسمبر 2024
منذ 7 أشهر
الخميس - 12 ديسمبر 2024

كندي الزهيري ||

غزة تلك المدينة الصغير المحاصرة لسنوات من قبل الكيان الصهيوني، الذي مارس أبشع صور الإجرام بحق أهلها الأبطال، الذين رفضوا الانصياع لأوامر الاحتلال الصهيوني.
غزة كشفت للشعوب العالم مدى وحشية الأنظمة وكذبها وخداعها لشعوبها، التي كانت تعتقد بأن هذه الأنظمة هي أنظمة ديمقراطية تؤمن بالحريات وحق التعبير وحق تقرير المصير والمظلوم، أتضح للجميع بأن هؤلاء مجرمون ليس إلا.
غزة تحولت من قضية حكام ورؤساء وأنظمة، إلى قضية شعوب يقاس بها مدى وعيها من عدمه.
غزة جعلت الكثير من الشعوب العربية، تستفيق على صدمة كبيرة جدا ومرعبة، اتجاه أنظمتها الفاسدة العميلة، تلك الأنظمة التي سعت لخدمة الاستكبار العالم لسنوات، من أجل قتل وتنكيل كل من يحاول أن يلفت انتباه الشعوب من خطرهم.
ما حققته غزة خلال الأشهر لم يكن بحسابات الاستكبار العالمي ولا شبكات الإعلام من المرتزقه ، ولا العملاء من الأحكام العرب، الذين أصبحوا أذل من الذليل أن صح التعبير.
فماذا فعلت غزة:
١_غزة تلك المدينة الصغيرة والمحاصرة من قبل جيوش العملاء، من مستعمرات المحيطة بدولة فلسطين، الذين أسسوا جيوشا من أجل استخدامها لخدمة أتباع الشيطان، أثبتت غزة على الرغْم الظروف بأن الكيان الصهيوني الإرهابي، مجرد صورة صنعتها دوائر الإستخبارات والإعلام الغربي، ليس لها أي فائدة ولا قوة مجرد أداة من أدوات الغرب فقط.
٢_غزة المدينة الصامدة أثبتت للعالم؛ بأن الذي له جذور لا يموت ولا يهزم، خصوصا المؤمن بجذوره، وان المستوطن والمستعمر لن يبقى مطلقَا مهما فعل ، وأن عمل إلى تزوير الحقائق وقولبة الأحداث.
٣_أثبتت غزة، بأن عدو الأمة الأول ليس الكيان الصهيوني، إنما تلك الأنظمة التي تساعد هذا الكيان والمستعمرين لقتل الأمة العربية والإسلامية.
٤_غزة اليوم تبُين زَيف إدعاءات الغرب بحقوق الإنسان، وحق دفاع عن النفس الذي يتبجح به الأنظمة الغربية الفاسدة أمام شعوبها، تلك الشعوب التي رأت بأن تلك الشعارات مجرد (وهم) ليس إلا.
٥_غزة أثبتت العالم بأن من يروج للفساد هم أتباع الكيان الصهيوني، لذا؛ نلاحظ اختفاء جميع برامج المطالبة بفساد الإنسان بعد مهاجمة الكيان الإرهابي.
٦_أمريكا التي عملت سنوات لتلميع صورتها أمام الرأي العالمي، اليوم أمريكا تعتقل كل من يعبر عن رأيه أو رفضه لعمليات القتل التي تمارس في غزة الصامدة والحرة.
٧_ جميع شعوب العالم ، ومنها الحركات اليهودية ، تتحرك اليوم لنبذ شيء إسمه ( دولة لليهود) ، لتعلن تلك الشعوب بأن ما يريد الإستعمار هو ( إنشاء دولة صهيونية دينية متطرفة هدفها قتل الإنسان بكافة الوسائل) ، وهذا ما بدا واضحاً لدى الشعوب وتحركها اليوم هو تحرك استباقي ، لكون هذه الدولة التي يريد الاستكبار العالمي أن ينشاها ويثبت وجودها ستعود عليهم بالضرر ولا شك بذلك لذا التحرك الآن هو الإنقاذ البشرية جمعاء .
طوفان الأقصى هو منطلق لنهاية الاستكبار العالم، مهما كانت النتيجة فإننا مدعون جميعا إلى
١_زيادة دعم القضية الفلسطينية وقضايا الشعوب التي تسعى إلى تخلص من الهيمنة الاستعمار الغربي.
٢_توضيح الحقائق، والوقوف كلسد بوجه الإعلام الغربي، ومن يمثله من الخونة والعملاء في الإعلام العالم العربي.
٣_العمل على توسيع رقعة المقاومة لتشمل مطالبها العملية إلى تحرير المنطقة من الأنظمة المتخاذلة ،المنصبة من الغرب من جهة، وجهة أخرى واجب أن يكون التصعيد يحمل شعارا “تخليص المنطقة من الاستعمار الغربي الأمريكي الصهيوني” والعمل على ذلك.
٤_العمل على توعية الشعوب بأن خيرات المنطقة لشعوب المنطقة فقط، ومستقبل المنطقة يرسم بيد شعوبها لا بيد المستعمر وأدواته.
٥_إسناد القِوَى السياسية والثورية التي تعمل من أجل مصالح الشعب العربي والإسلامي ومستقبله.
غزة ليست مجرد منطقة عادية، إنما بوابة للكرامة أو ذل، إن انتصرت انتصرنا، وإذا لا سامح الله هزمت فالقادم لن يكون بمصلحة أحد، حتى تلك الدول وشعوبها التي تصرح بأن الدخول على الخط بشكل مباشر سيضر بمصالحها، نقول لهم غداً إذا هزمت غزة، فلن تكون لكم أي مصالح تخافون عليها، لكونكم ستكون أما خدما بيد الاستكبار أشد مما أنتم اليوم عليه، أو تحت القبور ، الغرب لا يرغب بكم غير أذلاء وعبيد له…
اليوم لا توجد منطقة رمادية أما النصر والعزة أو الذل والخضوع…