الجمعة - 17 يناير 2025

عصائبُنا أصلها وفرعها دماء شُهدائها..!

منذ 9 أشهر
الجمعة - 17 يناير 2025

زمزم العمران||

 

قال تعالى في كتابه الكريم :(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )

مُنذ ظهور السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) ، وتصديه لقيادة المجتمع العراقي بعنوان الولاية ، بذر البذرة الأولى والتي كان مرتكزها الأساس ، ماقاله في إحدى خطبهُ ، من شعارات رددتها أتباعه لكي تصبح منهجاً وطريقاً يسيرون عليه بعد أستشهاده ، فكانت تلك الكلمات التي رفع بها شعارهُ كلا لكل من أمريكا وإسرائيل والأستكبار والشيطان ، معضداً الشعارات التي رفعها قبله السيد الخميني وهي الموت لأمريكا ، الموت لأسرائيل .

فعلى هذا النهج تأسست عصائب اهل الحق ، انطلاقاً من النجف الأشرف عاصمة التشيع العالمية ،في أحدى المدارس التي يحمل أسمها أسم الإمام المهدي (عليه السلام) ، كان الشباب المجاهد بأعداده القليلة ملتفاً حول سماحة الشيخ قيس الخزعلي ، لكي يبدأوا بوضع النواة الأولى لمقارعة المحتل الأمريكي ، عبر تشكيل مجاميع صغيرة تبنت العمل الجهادي العسكري ، لكي تتصدى لأعتى قوة عسكرية في العالم ، الا وهي القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها ، فقد كانوا يبحثون عن أسم يطلقونه على تلك المقاومة ، وبدأوا بأطلاق تسمية (أصحاب الكهف) على مجاميعهم ، ثم عضدوا تسميتهم بالأرتباط بالأمام صاحب الزمان (عليه السلام) ، فأتخذوا من تسمية ( عصائب أهل الحق) تسمية لهم أيماناً منهم لنصرة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) .

فخاضوا غِمار الموت وقدموا الشهداء ، وكان أولهم الشهيد القائد محمد الفريجي الذي عُرف بمقارعته لنظام البعث ماقبل 2003 ، ثم أستمر على نهجهُ وجهادهُ لكي يقارع أسياد البعث الأمريكان ، فتصدى لمدرعاتهم ودباباتهم واحرق العديد منها أثناء الأنتفاضة الأولى عام 2004 ، حتى نال الشهادة في شارع الأورفلي أحد أحياء مدينة الصدر .

ثم أستمر العمل المقاوم بوتيرة متصاعدة حتى سجل الشهيد القائد فائق الخزعلي (صائد المروحيات ) عمليتهُ الأسطورية ، التي أسقط فيها المروحية البريطانية التي كانت تحمل نخبة ضباط سلاح الجو الملكي البريطاني في صيف عام 2006 في محافظة البصرة ، لينال الشهادة بعدها على أيدي تنظيم القاعدة هو ورفيقه عامر الدلفي ويُغيب جسدهما الطاهر حتى اليوم ، وقد كان لشقيق الشيخ الخزعلي هذا الشهيد بصمته الأخرى التي اذاقت الاحتلال البريطاني ضربة موجعة أخرى ، وهي وضعهُ لخطة أسقاط طائرة الهيركولس c130 في محافظة ميسان في صيف 2007 .

أما في الفرات الأوسط ومحافظاته ، فقد كان الشهيد القائد ابو صديقة بصمته الجهادية في مجال الهندسة العسكرية ، فقد أسهم في أستهداف آليات المحتل ومدرعاته في هذه المحافظات وذلك لخبرته في صناعة العبوات حتى نال الشهادة مع رفيقيه القائد مهدي الكناني والقائد نوري الحريشاوي في عمليات تطبيق العدالة لأخذ ثأر (شهداء سبايكر) .

وفي ديالى كان الشهيد القائد أحمد چاسب (أبو صادق) ورفاقه المجاهدين يخوضون ميدان الجهاد ضد جبهتين ، وهما المحتل الأمريكي وصنيعتهُ الإرهابية تنظيم القاعدة التكفيري وقد تمكن مع رفاقه من القيام بعدة عمليات ، كبدت المحتل الخسائر الفادحة أما التنظيمات التكفيرية فقد أسهم في القضاء على العديد من قواتها ، لكي يحققوا الأمن والسلام لأبناء محافظتهم ،وكان أول من اخذ ثأر (شهداء سبايكر) ،حيث تمكن من إعتقال ثلاثة من المنفذين وأخذ أعترافاتهم لتسهم فيما بعد بألقاء القبض على عدداً كبيراً منهم .

أما أيقونة المقاومة ، شهيدها القائد الحاج مهدي الكناني فمنذ محاصرة الأمريكان لمكتب السيد الشهيد الصدر في مدينة الصدر ، وقيامه بضرب الأمريكي بيديه واغتنام سلاحه ، ثم استمراره بالجهاد ضد المحتل بدأ من مشاركته في الانتفاضة الأولى والثانية في النجف الاشرف ، مروراً بقيادته للعديد من العمليات ضد المحتل الأمريكي ، ثم تسجيله لموقفه مع أخوته المجاهدين في عصائب أهل الحق بالدفاع عن مرقد العقيلة زينب (عليها السلام) ، والتي عندما كانت تسمع التنظيمات التكفيرية في سوريا بأسم (حجي مهدي ) تلوذ بالفرار من المنطقة لأنها تُدرك أنه مع أخوته لم يعرفوا الهزيمة أبداً .

أما في تلبيته مع أخوته من أبناء العصائب بفتوى الجهاد الكفائي ، فقد كانوا يمثلون رأس الرمح في العمليات التي خاضها الحشد الشعبي ، ضد تنظيم داعش الإرهابي بدءاً من حزام بغداد وصولاً إلى الحدود العراقية السورية ، خط أبناء هذه الحركة مسيرتهم بدمهم الطاهر على نهج مرجعهم السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) الذي قدم دمه ودم نجليه من أجل هذا الدين الحنيف والمذهب الشريف .