الأربعاء - 12 فيراير 2025

يوم الغدير..يوم انتصار الحق على الباطل..!

منذ 10 أشهر
الأربعاء - 12 فيراير 2025

السيد محمد الطالقاني ||

ان بيعة الغدير ليست قضية خاصة, اختصت بوقت معين وزمن معين, بل هي قضية إنسانية عامة منذ ان خلق الله البشرية ، فهي قضية صراع مستمر بين الخير والشر، وصراع بين الحق والباطل، وصراع بين الإسلام والكفر.
هذه القضية ترجمها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى واقع عملي باعلانه البيعة لامير المؤمنين عليه السلام من اجل المحافظة على اصل الوجود الاسلامي والكيان السياسي للامة الاسلامية, والمحافظة على نقاء التجربة الاسلامية من خلال احقاق الحق وابطال الباطل, والمحافظة على سلامة العقيدة الاسلامية والدفاع عنها.
فاصبح يوم الغدير هو يوم انتصار الحق على الباطل ويوم حماية الأمة من التشتت ومن الضياع , ويوم انتصار المستضعفين والمظلومين على الظالمين والمستكبرين والمستبدين الذين كانوا يريدون اسلاماً دون معنى , إسلاماً خاليا من الفرائض والأركان ، إسلام الغرائز والكفر.
وقد رسم لنا الإمام عليّ (عليه السلام) السياسة الحقة التي كان هدفها هو تحرير البشرية من كافة القيود والعبوديات, فكانت حكومته هي الحكومة الإلهية المطلقة والوحيدة التي أرست العدالة الاجتماعية بعد حكومة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) , فكان نهج البلاغة أعظم دستور للحياة بشؤونها المادية والمعنوية وأسمى كتاب لتحرير الإنسان، وتعاليمه في التربية المعنوية وإدارة أمور الحكم .
واليوم تعترض بعض ألاحزاب على تشريع قانون يعتبر «يوم الغدير» عطلة رسمية في العراق فمنهم من قال: (اعتماد عطلة الغدير لا يتوافق مع احتياجات العراق), ومنهم من قال: (إن تحويل عيد الغدير عيداً وطنياً سيؤدي إلى حساسيات، الشعب العراقي), ومنهم من قال: (تحويل الغدير عيداً وطنياً وفرضه سيؤديان إلى مشكلات).
ولكن الحقيقة لا هذا ولاذاك…. وهذا الامر ليس طائفيا كما يدعون…. وانما هذا الامر سيفضح خط النفاق الحاكم آنذاك الذين بذلوا كل جهدهم من أجل تحريف مسار الرسالة الإسلامية فعمدوا الى سرقة الحكم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم), حيث أبعد الإمام علي (عليه السلام) عن الخلافة الشرعية المنصوبة من قبل الله تعالى بإجماع المحدثون والمؤرخون من كل الفرق الاسلامية.
لذا ونحن اليوم نعيش أشد حالات الصراع بين معسكر الحق ومعسكر الباطل يجب علينا ان نجعل من بيعة الغدير دستورا لنا ومنهاجا لطريقنا.