الاثنين - 24 مارس 2025
منذ 11 شهر
الاثنين - 24 مارس 2025

كوثر العزاوي ||

 

إن الارتباط بآل محمد عليهم السلام لايجب أن يكون ارتباطًا عاطفيًا وحسب، أي أن يعيش الموالي حالة التعطّف والانفعال وذرف الدموع عند الاستماع والتعرف على ماجرى عليهم من ظلم وحيف واستخفاف وقتل واعتداء وغير ذلك من وسائل القمع والاضطهاد الذي تعرّضوا له “سلام الله عليهم” وكفى، بل لابد لكلّ شيعيّ منتَمٍ إلى مدرسة الإمام جعفر الصادق”عليه السلام” أن يكون على مستوى من العلاقة المتجسّدة في شخصيته ظاهرًا وباطنًا حتى يقال عنه هذا جعفريّ. وفي ذكرى شهادة الإمام الصادق “عليه السلام” نتأمّل معًا غيض من فيض غزير من وصايا إمامنا الموفورة بالمضامين العالية، ونحن نتحرك في أرض الله الواسعة ونخوض معتركها المضطرب، ومابين مدّ وجزر، ترى كَمِ المسافة بيننا وبين ذلك المعين الصافي، معين آل محمد”عليهم السلام”
ولنتأمل معًا في ذلك الفرق، لنجد المعنى بين أن تكون محبًا وأن تكون جعفريًا حقيقيًا! ففي ثنايا وصايا الإمام جعفر الصادق “عليه السلام” لشيعته نجد نسبتنا إليهم “سلام الله عليهم”
يُروى عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قال لي أبو عبد الله جعفر الصادق”عليه السلام”:
{اقرأ على من ترى أنه يُطيعني منهم ويأخذ بقوليَ السلام، وأوصيكم بتقوى الله “عز وجل” والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد “صلى الله عليه وآله”، أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برًا أو فاجرًا، فإنّ رسول الله”صلى الله عليه وآله” كان يأمر بأداء الخيط والمخيط، صِلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدَقَ الحديث وأدّى الأمانة وحَسُن خُلُقه مع الناس قيل: هذا جعفريّ فيسرني ذلك ويَدخل عليَّ منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل عليّ بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر، فوالله لحدّثني أبي “عليه السلام” أنّ الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة عليّ”عليه السلام” فيكون زَينها، آداهم للأمانة وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تسأل العشيرة عنه فتقول: مَن مثل فلان إنه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحديث} الكافي/لثقة الإسلام الكليني.
ومن هذا المنطلق، على مَن يقول انا جعفري- والخطاب بلاشك للرجال والنساء- أن يحفَظ الوصية تطبيقًا عمليا، واعلَموا انّ الناس ترى في أفعالنا أدب جعفر الصادق، ولنا أن نُدخلَ السرور عليه بذلك، أو يرى البلاء والعار منّا، إنها أمانة التشيّع الواعي والإنتماء الحقيقي المقرون بالعمل، وليس التشيّع المذهبيّ الذي لايتجاوز الألسن والشعارات!! وحتى نعلَم أنّ أئمتنا “عليهم السلام” لا يأمروننا إلّا بما يرفع شأننا ويُدخلنا إلى قلب المجتمع، لنكون من قادته وهداتهِ، فالولاية لآل محمد ليست كلمة أو دمعة أو شعار، إنّما ذلك الخط المستقيم الذي يريدوننا أن نسير عليه في كل قضايانا وحركتنا في الحياة لنحقّق المصداق [أدب جعفر]

٢٤-شوال-١٤٤٥هجري
٣-أيار-٢٠٢٤م