في عالم التفاهة.. مقاتل الفاشينيستات!!
سعد جاسم الكعبي ||
الايام القليلة الماضية شهدت عملية اجرامية استهدفت امرأة معروفة في مواقع التواصل تدعى ام فهد وهي ليست الجريمة الأولى من نوعها التي تقع في بغداد لكنها أكدت لنا ان الجريمة منظمة بطريقة احترافية على غرار ماموجود في العالم.
الجريمة وقعت في حي راق بالعاصمة وكان اختيار الزمان والمكان دقيقا وسط رصد عشرات الكاميرات وتمت بسهولة والقاتل جمع فوارغ الاطلاقات على راحته، لسببين الأول حتى لايعرف نوع السلاح وهي مرخص وربما رسمي والثاني حتى لاتعرف بصمات المنفذ على فوارغ الاطلاقات، مايكشف ان العملية منظمة ولم تترك ورائها دليلا واحدا وانها حتما ستقيد ضد مجهول.
الضحية ارتبطت بخلاف مع أخرى وهددتها بكشف علاقتهامع شخصية حكومية أمنية وهو امر لاينبغي ان يكون سببا لاتهام تلك الشخصية او غيرها من دون دليل.
ماتقدمه الضحية من محتوى قد لايرضي الجميع وقد يسيء احيانا لقيم المجتمع لكنه لايشكل مطلقا سببا لقتلها بهذة الطريقة البشعة، كما ورفض رفضا قاطعا الأسلوب الرخيص بتصوير الضحية عارية بعد مقتلها .
فالمحتوى الهابط للأسف صار سائدا ليس في العراق وحسب وإنما في العالم وان كان في بلدنا أضحى غولا بفعل ضعف القانون وآليات تنفيذه في هذا الجانب.
الفيلسوف الكندي المعاصر آلان دونو في كتابه “نظام التفاهة” أو النظام الاجتماعي الذي تسيطر فيه طبقة الأشخاص التافهين على معظم مناحي الحياة، وبموجب ذلك يتم مكافأة الرداءة والوضاعة والتفاهة بدلاً عن الجدية والمثابرة والجودة في العمل.
التفاهة سيطرت على العالم عموما والعراق على وجه خاص حتى أصبح الحديث عن الثقافة ضربا من العبث العقلي في العصر الراهن فالإنسان العراقي لا رغبة له في التأمل والتفكير ولا وقت له لذلك فلقد حاصره التافهون من كل حدب وصوب بالمشاهد وحاصروه بالصور والفديوهات حتى أصبحت الصورة والفيديو هي الوسيلة الوحيدة للتفكير وأصبحت الكتابة غريبة في العصر الراهن وغدت الكلمات مشردة تبحث لها عن مأوي بين الأنامل فلا تجد، فقد احتلت الصورة والفيديو كل المواقع.
عالم التفاهة هذا،يضمن لمن يدخله من أي جانب يشاء، تحقيق النجاح كما يضمن بشكل رئيسي ال