إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى..!

منذ أسبوعين

🖊 قاسم سلمان العبودي ||

 

في الوقت الذي كانت بعض القوى السياسية في العراق تعد العدة للأنخراط في العملية السياسية وفق الاجندة الأمريكية بعد سقوط النظام السابق ، كان هناك بعض الفتية من الذين أستشعروا خطر الأحتلال الأمريكي يعدون العدة أيضاً لمواجهة ذلك الأحتلال الذي بانت ملامحه عبر أستدراج العراقيين إلى دهاليز الخبث الأحتلالي من خلال دغدغت مشاعرالشعب بأسقاط النظام البعثي الدموي ضنناً منهم بأن أسقاط ذلك النظام هو الهدية التي ستسكت العراقيين مدى الدهر . وهذا ينم عن جهل كبير من قبل الأحتلال الأمريكي بماهية التكوين النفسي و العقائدي والسياسي للشعب العراقي .

في تلك الفوضى الاحتلاليّة العارمة والتخبط الأمريكي ، أنبثقت حركة عصائب أهل الحق من رحم المعاناة التي كان يعيشها الشعب العراقي ، ملتحقة مع أخواتها من الحركات الجهادية الأخرى مثل كتائب حزب الله العراقي ، وجيش المهدي ، وبعض الفصائل الأخرى ، والذي كان أغلب أفراد ومؤسسي الحركة ممن قاتل في صفوف جيش المهدي للمحتل الأمريكي . ولأسباب جيوسياسية أنفصل هؤلاء الرجال ليقودوا هذه المرحلة القتاليّة باستراتيجية جديدة مع بقية الفصائل الأخرى والتي أجبرت المحتل الامريكي على الخروج من العراق عام 2011 م لتعلن أنضمامها إلى فصائل المقاومة الإسلامية العراقية بشكلٍ واضح وصريح . تم تصنيف حركة عصائب أهل الحق على أنها ( حركة أرهابية ) من قبل الحكومة الأمريكية ، في أشارة إلى وضع رئيس هذه الحركة الشيخ قيس الخزعلي على قائمة الأرهاب ، بعد القتال الشرس وأستهداف هذه الحركة المجاهدة للقواعد العسكرية الأمريكية .

تسابقت القنوات الأعلامية الصفراء لمهاجمة حركة عصائب أهل الحقّ كونها عملت على أنشاء خط سياسي زجت بهِ في الفضاء الوطني عبر البرلمان العراقي ليكون ذلك الخط هو الظهير السياسي الدستوري الذي يحمي ظهر المقاومة الإسلامية من شرور التخطيط السياسي الأمريكي عبر بعض الأدوات السياسية التي زرعتها واشنطن تحت قبة البرلمان العراقي . لقد نجحت هذه الحركة على المستويين ، العسكري والسياسي بتثبيت أركان الدولة العراقية بعد أن عصفت بها رياح الغدر الأمريكي بزرع فتنة الأرهاب الأعمى الذي تصدت له فصائل المقاومة الأسلامية العراقية بكل أطيافها . بل أكثر من ذلك عملت هذه الحركة الشبابية المسلحة على تثبيت أركان الدولة السورية من خلال التصدي للأرهاب ( الكوني ) الذي تعرض له الشعب السوري وذلك عبر شعار : أخوة زينب . ذلك الشعار الذي ألهب مشاعر الأمة الإسلامية في وقت كانت فيه بعض الأنظمة العربية تصرح بزوال مرقد السيدة الطاهرة زينب بنت أمير المؤمنين عليهم السلام ، بزوال النظام السوري والى الأبد .

اليوم في الذكرى السنوية الواحدة والعشرين لتأسيس هذه الحركة الجهادية تتبارى نفس تلك القنوات الأعلامية لأستهداف هذه الحركة المباركة للحط من توجهاتها العقائدية والوطنية ، وخصوصاً تلك القنوات المحسوبة على المكونات التي تتشارك في أدارة الحكم ، أو تلك التي أنسحبت . متناسية قوافل الشهداء من تلك الحركة المجاهدة وبقية الفصائل الأخرى الذين أرتقوا إلى الله تعالى والذين لو لا دمائهم الطاهرة لما كان هناك شيء أسمهُ عملية سياسية . نقول لهؤلاء ولغيرهم ، أن الغطرسة الامريكية بأستهداف الحركة تشير إلى أن حركة عصائب أهل الحق قد أوجعت المحتل عسكرياً و معنوياً عبر أبطال المخططات الرامية إلى تفتيت العراق ، وأجباره على الذهاب إلى الكيان الصهيوني مطبعاً أسوة بالأنظمة الخليجية التي ذهبت صاغرة نحو التطبيع . أنتبهوا أيها السادة ، أن عصائب أهل الحق هم عصائب الحياة التي حفظت كرامة الأمة في وقت تخاذلت الأمة عن نصرة قضاياها المصيرية الواضحة .

للتأريخ كتبنا واليه وثّقنا .