متى يستيقظ الضمير الميت للحكومات العربية؟!

منذ أسبوعين

فهد الجبوري ||

متى يستيقظ الضمير الميت للحكومات العربية ، وتعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني ، وتخجل من نفسها بعد أن اتخذت دولا مثل كولومبيا و بوليفيا قرارات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ” إسرائيل ” ؟

تلوذ الحكومات العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني المحتل بالصمت إزاء ما يجري من مجازر دموية ، وجرائم ابادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وتكتفي باصدار بيانات الادانة التي لا قيمة لها ، وكان الاجدر بها أن تتخذ موقفا مشرفا وتقوم بقطع كافة العلاقات مع العدو الصهيوني ، وعلى أقل تقدير أن تلتحق بدول بعيدة عن الصراع في المنطقة مثل كولومبيا وبوليفيا اللتين سجلتا موقفا سياسيا وانسانيا بقطع العلاقات مع ” إسرائيل ” تضامنا مع محنة الشعب الفلسطيني ، وتنديدا بالعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ سبعة اشهر.

دولة كولومبيا في قارة امريكا الجنوبية اصبحت الدولة الثانية في هذه القارة التي تقطع العلاقات مع الكيان المحتل بسبب حربه المستمرة على غزة ، فقد أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الاربعاء في العاصمة بوغوتا ان بلاده قررت قطع العلاقات مع إسرائيل اعتبارا من يوم الثاني من مايس الحالي ( الخميس )

وقال أمام تجمع جماهيري بمناسبة عيد العمال العالمي ” يوم غد ، سوف نقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ، بسبب
وجود حكومة ، ورئيس وزراء يقومون بارتكاب جرائم ابادة ، مضيفا ان كولومبيا لا يمكن أن تقف مكتوفة الايدي وهي تشاهد ” الابادة واستئصال شعب بأكمله ” .

واوضح قائلًا ” اذا تموت فلسطين ، فإن الانسانية تموت ”

وجاء في تقرير لموقع ميدل ايست اي البريطاني ان قطع العلاقات مع إسرائيل كان اقوى إجراء يتخذه الرئيس الكولومبي منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة في اكتوبر الماضي ، وذلك بعد سلسلة من الادانات لهذا العدوان ، والمطالبات بوقفه فورا .

وتكون كولومبيا بهذا الاجراء قد التحقت بدولة بوليفيا التي قطعت العلاقات مع إسرائيل بسبب حربها على غزة ، ويرى بعض المحللين ان خطوة الرئيس الكولومبي سوف تشجع دولا اخرى على اتخاذ نفس الموقف . ومن المتوقع جدا أن تكون البرازيل وتشيلي من اكثر الدول التي سوف تبادر لقطع العلاقات مع إسرائيل ، بسبب وجود حكومات يسارية فيها كانت قد انتقدت بشكل صريح الاجراءات الاسرائيلية في قطاع غزة.

وكان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قد اعتبر شخصا غير مرغوب به من قبل الحكومة الاسرائيلية في شهر شباط فبراير الماضي بعد أن قارن الهجوم الاسرائيلي المستمر على غزة بالاجراءات التي حصلت في ” الهولوكوست ” .

كما أن نظيره التشيلي غابريل بوريك معروف بدفاعه الطويل عن القضية الفلسطينية ، وقد تحدث مرارا وتكرارا ضد إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة ، وتحتضن دولة تشيلي أكبر جالية فلسطينية خارج العالم العربي ، لذلك فإن الرئيس بوريك يواجه ضغطا داخليا متزايدا لاتخاذ موقف أكثر صلابة ضد إسرائيل.

ختاما ، نتمنى على الحكومات العربية ان تخجل من نفسها ، وتتخذ موقفا شجاعا بقطع كافة الروابط مع الكيان المحتل ، أسوة بدول مثل كولومبيا وتشيلي والبرازيل .