منذ أسبوعين

د.أمل الأسدي ||

 

لن ينفعهم ياسيدي، أنهم هدّموا مرقدك، وأزالوا أضرحتكم، فعملك وخطك عصيٌّ علی التذويب!
مؤامراتٌ وأسلحة وملاحقات وأنظمة سياسية عميلة وخائنة، وتدليس وشراء للأقلام الرخيصة، كل ذلك من أجل حجب دورك وإزالة أثرك!
ومع تطور التكنولوجيا سلطوا عليك فضائياتٍ وصفحات تنفث السم ليلا ونهارا، ووجوها أعرابية تجوب الشاشات وتسيء إليك وتصد الناس عنك!
ومع كل ذلك ياسيدي، لم يستطيعوا الانتصار عليك!
وهناك من ظن أن الانتصار عليك بإزالة ضريحك، وتشييد نصب لقاتلك!
فقلبَ العراقيون الأمر، وجعلوا القاتل وخطه يُقتَلون في كل يوم ألف مرة!
إذ يشاهدون حب الناس لك، وذكرهم، وسعيهم، وإيمانهم، من دون توجيه أو حث أو تنسيق أو إنفاق عليهم، فحبك فطرةٌ يامولاي!
كنتُ سأكتب ذلك أمس ولكن لم أستطع؛ تجمعت الدموع في عيني، في يومٍ ربيعي ممطر، إذ وقفتُ أشاهد الشباب والشيبة في مشهد تأريخي اجتماعي عاطفي عقدي واقعي، حيث القدور الكبيرة ورائحة الحطب، ومنائر ابنك الراهب، وطيبة هولاء المنادين:

علی حب جعفر الصادق اتفضل يازاير
هذا زاد الصادق اتفضل يازاير!

بكيت… ثم قلتُ: الله! ما ألذ هذا الطعام!!
أكلته مع دمعة وفرحة وفخر!
فكل شيء يتعلق بكم ياسيدي، يقترن بالدمعة والفرحة والفخر ولاسيما في العراق!
فالعراق يشبهكم كثيرا ، ينتمي إليكم…
خيره وفير، جواد كريم، ذكره يستحضر الدمع والفرح والفخر!
ربما لهذا قلت عنه: “وأهل هذا السواد منا ونحن منهم.”(1)

سيدي، أيها الإمام الصادق، تقبل من عراق النخيل محبة أهله لكم، وتقبل نخوتهم وتضحية شهدائهم؛ فهم جعفرية، يحملون هذه الهوية ويحمونها بدمائهم، ويحمون أرضهم بها!
إنها معادلةٌ فريدة ياسيدي، فالانتماء إليك يحمي الوطن ويمده بالأبطال، وحماية الوطن تحفظ الهوية والانتماء إليك!!
فالسلام عليك يوم وُلدتَ ويوم اُستشهدتَ ويوم تُبعث حيا!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- عن الإمام الصادق( عليه السلام) قال: “أهل خراسان أعلامنا، وأهل قم أنصارنا، وأهل كوفة أوتادنا، وأهل هذا السواد منا ونحن منهم.”
بحار الأنوار:57/ 214

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ