الثلاثاء - 14 يناير 2025

التبيين التكليف الشرعي والواجب المقدس..!

منذ 8 أشهر
الثلاثاء - 14 يناير 2025

رسول حسين ||

التبيين وردت في القرآن الكريم عشرات المرات بين أصل ومشتق وبمعنى البلاغ أيضا.. وعلى وجه العموم فإن جهاد التبيين هو من أمضى الاسلحة التي نوجهها ضد أعدائنا دفاعا عن سلامة مجتمعاتنا العربية والاسلامية التي تواجه يوميا الحرب الناعمة ومحركات العولمة والفوضى الخلاقة وستراتيجيات تدمير الشعوب والحرب النفسية فضلا عن الحرب المركبة ..
التبيين أمراً مهمّاً وواجباً على كل فرد في المجتمع وهو حاجّة ماسّة في المرحلة التي نعيشها والتي نواجه فيها تحديات كبيرة، فنحن وسط هذه التحدّيات بأمس الحاجة إلى توجيهات وإرشادات سماحة القائد الخامنئي دام ظله الذي واكب على مدى كل العقود الماضية التغيّرات المهمّة التي حصلت في منطقتنا وما زال يواكبها. وقال إن المخاطب في التبيين هو عقل الإنسان، وأضاف: أولاً، «التبيين بالكتاب {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} ثانياً، التبيين بأهم وسيلة توضيحية وتبيينية أي اللغة العربية، وثالثاً، لأهم ما في الإنسان وهو العقل، وهذا يرفع مستوى التبيين إلى أهمية خاصّة.
أن السالك في التبيين هو الواعي والمدرك لما يدور حوله لما هو فيه من شرف الفعل المسؤول الجريء إنما هو يحرز ثواب المجاهدين عند الله تبارك وتعالى ،وهذا الجهاد التبييني المبارك لا يقوم مقام الجهاد القتالي ولكنه يصاحبه ويدعمه ،ممن لا يتمكنون من الفعل القتالي ضد الاعداء ويبقى هذا الجهاد متاحا للجميع .
أيضا التبيين مهمّة عقلائية وإنسانية وحاجة ضرورية، بل دون التبيين تنعدم الحياة وتتوقّف، والله تعالى أراد لهذه الحياة أن تستمر، فاستمرار الحياة بالتبيين فالتبيين هو محور، محور حياة الإنسان وخلقته، حيث يمتاز الأنبياء والصلحاء والأولياء والمصلحون بحسن التبيين، ويحملون القضايا المحقّة والرسالات السماوية، ولكن يعوزهم دائماً التبيين، بل حُسن التبيين، ولكي تكون الحجة لله بالغة لا بدّ من أفضل أداء في تبيين المُراد، فالحجة تعمّ وتتعمق وتنتشر كلما كان أداء التبيين أفضل وكان الإيضاح أفضل. من أجل أي شيء؟ من أجل “لعلكم تعقلون”، ومن أجل المعرفة.
فاذا ركزنا قليلاً سنجد أن التبيين يشكل وحده ثقافة متكاملة تؤثر تأثيرا بالغا في الثقافة العامة الانسانية . وبما أن للثقافة مئات التعريفات ،وبالتالي لتعريف المثقف فقد وضعنا تعريفا إجرائيا نمضي به لتأكيد البيئة الثقافية لجهاد التبيين فقلنا أن الثقافة هي مجموعة المعارف المكتسبة الممتزجة بالامكانات الذاتية وتظهر في السلوك والمواقف الحياتية ،وبذلك فإن جهاد التبيين بحد ذاته ولما