منذ أسبوعين

✍رجاء اليمني ||

اليمنيون لم يخسروا حربًا في تاريخهم. فنحن أهل قتال، وأهل شدة وبأس شديد. فنحن شربنا من معادن العروبة والإسلام ولدينا قائد لا يشبه احد مما نعرفه، من رجالات السياسة والحكم!؟ كيف لا وهو من أحفاد الكرار وابن الحسين عليهم صلوات ربي اجمعين.
ومن عساه من الساسة، أن يلقي كل هذه المواعظ والدروس، على مدار اليوم والشهر والعام!؟ وهو الذي لم تتوقف حروبه يوما، منذ صغره، في حدود قريته، وحتى يومنا هذا، وحتى في جغرافيا ما وراء البحار!؟
إنه المطلوب رأسه دوما لاعدائه، في كل زمن، وبأي ثمن!
ولكم أن تضعوا قائمة مبهرة باعدائه، تبدأ من صعدة وتنتهي مؤقتا بواشنطن!
أليس له نصيب من الخوف على نفسه وأهله وشعبه!؟ أم أن له حساباته المغايرة فيما يتعلق بالكسب والخسارة!؟
ألا يميل ككل البشر إلى حياة شخصية مطمئنة وأسرية هادئة، وكيف لا يحلم ببناء بيت آمن ووادع هناك على قمة التل!؟
ألا يرغب بحرية التنقل ومتعة السفر، والتجوال بطول وعرض العالم!؟ هؤلاء هم قادتنا وهكذا هم رجالنا. فالسيد القائد عبد الملك الحوثي سلام الله عليه يمثل كل يمني في كل شبر من هذا البلد الطاهر المناصر لله ورسوله. لا نهاب الموت واقوالنا تلحقها أفعال. فهل تعرفون زعيم جماعة، رئيس أو ملك دولة، يجرؤ أن يقف متحديا اسرائيل وامريكا وبريطانيا، عدا عن السعودية والامارات، ومن هم دون ذلك، ليس بالكلمات فقط، بل بالكلمات والصواريخ والمسيرات، وبسقف مفتوح من الإمكانيات!؟
ثم، ألا يبدو وكأنه يشغل منفردا رأس هرم أنصار الله، مع مسافة اعتبارية وقيادية فارقة مع صفها الأول، بما يعادل نصف حجم الهرم!؟ وكأنه هو، أنصار الله!؟ وله رجال واتباع ومحبون وآخرون!؟
وبالمقابل، لماذا يهتم كثيرا، بدعوة الشعب للخروج، وتأييد ما حدث أو يحدث أو سيحدث!؟ وبوتيرة شبه دائمة، وعلى كامل امتداد ومنعطفات الصراع!؟

وكيف يلبي الملايين دعوته، مع سوء معيشتهم وتردي أحوالهم لسنوات عجاف طوال!؟
من هنا ليعلم الكل جيدا بداية مقالي “يا ويل أمريكا من اليمن”؛ فاليمن مقبرة الغزاة فإن الإعلان الحوثي بمراحل التصعيد وهو التصعيد الرابع يعني أن هناك مخاطر لتوسع الصراع، وأن الولايات المتحدة الأميركية غير قادرة على احتواء التصعيد الخطير، بدليل أن التحالف الذي أنشأته “حارس الازدهار” لم يستطيع التصدي للحوثيين.

وسوف تضغط الولايات المتحدة أكثر على إسرائيل بشأن عملية التفاوض مع المقاومة، وأن تمنع العملية العسكرية في رفح جنوبي غزة وبذلك فإن “المرحلة الرابعة من التصعيد” تعني الانتقال من خليج عدن والبحر الأحمر وبحر العرب إلى المحيط الهندي وإيلات، واليوم إلى البحر الأبيض المتوسط.
وهذا يعكس الخطر الذي يهدد السفن التي تنقل البضائع إلى موانئ فلسطين المحتلة، كما يعكس مدى قدرة الحوثيين على تنفيذ تهديداتهم. ونلاحظ إن البحر الأبيض المتوسط تتواجد فيه ثروة نفطية وغازية لإسرائيل، “ويكفي أن تصيب قذيفة أو مسيّرة سفينة واحدة تنقل النفط أو الغاز المسيّل أو تسقط بالقرب منها؛ فسيعتبر الأمر بمثابة تهديد لمسار الملاحة البحرية وللأمن القومي الإسرائيلي”، وبالتالي لابد إن شركات التأمين أيضا سترفع تأمينها. وبالتالي ستكون ضربة في الصميم. وبالتالي، فوجود القدرات اليمنيه في استهداف وإصابة هدف متحرك في المحيط الهندي؛ فما بالكم بوجود هدف ثابت عبارة عن قنبلك موقوتة في البحر الأبيض المتوسط؛ تتواجد فيه ثروة نفطية وغازية لإسرائيل، ” وهو عرضة للإصابة والتدمير. وسييخلق ذلك ردات فعل وازمات وحصار عالمي؛ الأمر بمثابة تهديد لمسار الملاحة البحرية الإسرائيلية وللأمن القومي الإسرائيلي”، والعالمي فما تتالم منه إسرائيل؛ يتالم العالم الذليل الخانع معها.

لهذا فإن القائد السيد الحوثي يمثل قوة ضاربة تقصم ظهر دول الإستكبار وبهذا اكتفي.

وأن غدا لناظره قريب.

والعاقبة للمتقين