إنها غزّة التي غزت غُزاتها..!

منذ أسبوعين

علي السراي ||

 

إنها لعنة غزة…
تلك التي ستذبح العجل و السامري معاً، وتَنسِفَهُم في يَمَّ الدم المراق نسفا ..
غزّة… أراكِ كقديسة تلهج بإسمك كل شعوب الأرض.
أيتها العذراء التي جدلت من دمائها حبلاً لقاتليها متوعدةً رقابهم،
كلما ازداد الرعاف أُحكِمت القبضة.
دماؤك المستباحة تعصف بشوارعهم، أزقتهم، وبين الحانات، وصرخات أطفالك تهز جدران البيت الاسود، لتردد صداها صروحهم، فينتفض الضمير الإنساني ثائراً في نفوس من حركتهم مشاهد القتل والذبح وحربِ الابادةِ التي يخوضُها الصهاينة لمحوك من خارطة الوجود.
فها هي باحات جامعة كولومبيا، ونظيراتها هارفارد، تكساس، جورج واشنطن ، أريزونا، دنفر، إيموري، أوهايو، نورث كارولينا ، كاليفورنيا، فرجينيا للتكنولوجيا، وجامعة ييل، يُسحل طلابها، أساتذتها، فلاسفتها، نُخبها، لتُسحل معهم كلّ شعاراتِ الديمقراطية وحقوق الإنسان وحريةِ التعبيرِ ، ليضحى تمثال الحرية عارياً مُجرداً حد اللعنة ، ويكشف للعالم كل العالم الوجه الحقيقي القبيح لأمريكا… ألهة الأرض وسيدة البحار، ومدى سادية وإجرامية وإرهاب الغرب المتصهين.
أيها السادة….
إنها لعنة غزّة التي غزت غُزاتها وحيرت قاتليها وهي مُسجاة على منحر الإرهاب والإجرام الصهيوانگلوأمريكي.
غزّة… الضحية العصية على الموت،. صغيرة بحجمها كبيرة بإنتصارها وصبرها وصمود وشجاعة وبسالة شعبها الذي حطم هيبة الكيان الحديدي وجيشه الذي لايُقهر بطوفان جرف معه كل تلك الاكاذيب ليرى العالم هزالة وضعف هذا النمر الورقي.
واعلموا..، أن دماء أطفال غزة ليست بأهون على الله من فصيل الناقة، تلك التي دمدم الله لأجلها على القوم الكافرين.
واختم بما قاله إسحاق رابين عام 1992 (( أتمنى أن أستيقظ يوماً من النوم فأرى غزة وقد ابتلعها البحر ))
فهلك رابين وهلك بيريز ولحقهُ شارون وشامير وغزة باقية.
لن تزول …
ستنتصر غزة …
والكيان إلى زوال…