(2) زيارة بلينكن للسعودية..والبحث عن قادسية عبود الرابعة..!
باقر الجبوري ||
في خطاب بلينكن الذي اشرنا اليه سابقاً والذي القاه أمام مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في السعودية لبحث الاوضاع الحالية في المنطقة كانت النقاط التي عرضها بلينكن كثيرة ومتشعبة فمن احوال اسرائيل والمنطقة لما بعد السابع من اكتوبر الى موضوع الاسرى الاسرائيليون واتفاق الهدنة المؤمل الاتفاق عليه مع ( المقا..ومة ) الفلسطينية وصولا الى ضرورة التطبيع مع اسرائيل وهو الباب لانشاء تحالف جديد ضد ايران بسبب تبعات الرد الايراني على اسرائيل في المنطقة والعالم !
واعتقد ان الرجل كان يبحث ما بين زعماء الخليج عن ( ثور أهوج ) كما ذكرنا ذلك سابقاً والمفروض ان يحمل ذلك الثور مواصفات ( صديم ابن صبحة ) الذي جاء من الجحور وانتهى به الحال صريعاً في القبور وبمعنى أدق فهوا يبحث عن ( عربانة ) كي يدفعوا به نحوا الحرب مع ايران خدمة لاسرائيل بشكل خاص ولامريكا بشكل عام وليكون ذلك المفتاح لبوابة التطبيع وكذلك للتشويش على المجتمعات العربية والاسامية الرافضة للتطبيع أثناء السير في ذلك المشروع !!
والسؤال هو اين سيجد بلينكن ذلك ( الثور ) من بين كل الحكام العرب وهم اصلا لم يدخلوا في أي حرب حقيقية ماعدى الحرب على اليمن والتي كانت المستنقع الضحل الذي وضعتهم فيه أمريكا فلا يستطيعون التخلص منه منذ اكثر من ثمان سنوات مع كل مالهم من قوة وتحالفات عربية ووهابية بثوب اسلامي وكذلك عالمية متمثلة بقيادات عسكرية ومرتزقة من امريكا وبريطانيا وفرنسا وحتى من اسرائيل !
والاكثر من ذلك فالحكام العرب ومنذ اكثر من عشرون عاما وصورة سقوط صدام ونظامه البعثي وإعدامه شنقاً حتى الموت بسبب الاحتلال الامريكي للعراق لازالت تلك الصورة ماثلة امامهم مع كل ماقدمه الرجل لامريكا من خدمات وهم شاهدين ومشاركين في اسقاطه !
فكيف لهم ان يثقوا بامريكا وبتحالفاتها !
ولاجل ماذا سيتحالفون … ولاجل من سيتحالفون !!
ونكرر هنا فماذا انتفع حكام العرب بتحالف امريكا معهم ضد اليمن وهم لازالوا يتكبدون افدح الخسائر وأمريكا ( لاتهش ولاتنش ) حتى اصبحت الصواريخ والمسيرات اليمنية تتجول بكل اريحية فوق اهدافها في عمق تلك الدول المتحالفة وقتما تشاء امام عجز الامريكان الذين يديرون القواعد العسكرية العربية من التصدي لها !
الواضح أمامهم الان ان كل التحالفات والاتفاقيات التي وقعوها مع امريكا ومع الغرب ( لاتغني ولاتسمن من جوع ) وان نهايتها الخسران والخذلان وان المطلوب منهم ان يكونوا ضرعا يحلب وضهرا يركب ومؤخرة تضرب !!!
وعليه فقد انتهت المهمة وعاد بلينكن الى امريكا بخفي حنين مع تهليل اعلامي كبير للمهمة وبعد وعود عربية بإعطاء التطمينات بأننا نتشارك معكم تلك المخاوف من ايران ولكننا قد نختلف معكم في طرق التعامل وايجاد الحلول وهذا ما قد ينعكس سلباً على موضوع التطبيع العربي السعودي مع اسرائيل !!
واعتقد ان الامور ستتغير جذرياً بالنسبة للاسرائيليين وللعرب اذا ما سارت مطالب المقا..ومة الفلسطينية في الطريق المرسوم لها في تثبيت الحقوق على المدى الطويل للفلسطينيين !!
نعم يا عزيزي ( فالخوف .. يعلم الشوف )!!
فهذا زمن الاقتدار الشيعي وأقتدار محور ( المقا..ومة ) الذي فضح زيف ( العنتريات ) الامريكية وزيف تحالفاتها الفارغة وخذلانها لكل من حولها ممن يحتمي بها فأصبح الجميع يبحث عن ساعة الخلاص منها وبأسرع وقت !!
ولسان حالهم يقول ( من لم يستطيع ان يحمي نفسه او أمنه القومي كما كانوا يعبرون عنه بحماية وامن اسرائيل فكيف له ان يحمي الاخرين )!
قضي الامر الذي فيه تستفتيان !!!
تحياتي .. باقر الجبوري