علاقة “إسرائيل” بالانتفاضة الكردية في الستينيات بلسان بارزاني..!
د. محمد صادق الهاشمي ||
يروي مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، في المجلد الثالث من كتابه “بارزاني والحركة الكردية الحرة”، صلات إسرائيل بانتفاضة إيلول ويكتب: “في انهيار انتفاضة إيلول، إسرائيل ليست أقل مسؤولية من أولئك الذين تسببوا في انهيار الانتفاضة”، حسب ما أفاد موقع “كردستان باس“.
ويقول مسعود بارزاني في الصفحة 213 والصفحات الأربع التالية من هذا الكتاب: في 11 إيلول 1961، عندما اندلعت انتفاضة إيلول في كردستان، تواصلت إسرائيل مع قادة الانتفاضة وقدمت لهم مساعدة محدودة، كان من مصلحة إسرائيل أن ينخرط الجيش العراقي في الحرب ضد الأكراد وألا يكون قادرا على الانخراط في حرب محتملة بين إسرائيل والدول العربية.
في هذا الكتاب، يناقش بارزاني أول اتصال بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والمكتب السياسي الإسرائيلي ويكتب أن أول اتصال لإسرائيل مع الحزب الديمقراطي الكردستاني حدث في يونيو 1963، حيث عقد اجتماع سري بين جلال طالباني وشمعون بيريز في باريس بالتنسيق مع مير كامران بدرخان. بعد الزيارة، توجه وفد برئاسة إبراهيم بحضور عمر دبابة وسيد عزيز شمزيني إلى إسرائيل عبر إيران، وبعد ذلك سمحت إيران للمساعدات الإسرائيلية المحدودة لانتفاضة إيلول بالمرور عبر أراضيها.
ويتحدث مسعود بارزاني عن المراحل التالية من تعاون إسرائيل مع انتفاضة إيلول: في مايو 1965، دخل ديفيد كامي كردستان نيابة عن السلطة الإسرائيلية ونظم الانتفاضة، وبعد ذلك بدأت المساعدة العسكرية والتقنية الإسرائيلية محدودة إلى حد محدود.
ويمضي زعيم الحزب الديمقراطي ليشير إلى أنه كان بإمكان إسرائيل أن تكون أكثر تعاونا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وانتفاضة إيلول، لكنها لم تفعل ذلك عن قصد، كان بإمكانهم إرسال المزيد من المساعدات لكنهم لم يرسلوها، لقد أرادوا عمدا أن تستمر الحرب في كردستان حتى يتم تسمير الجيش العراقي في جبال كردستان وبعيدا عن ساحة المعركة في فلسطين، كان هذا هدفهم، كما فعلوا. كان لدى إيران نفس الخطة والغرض.
ويكتب مسعود بارزاني عن آراء والده حول علاقات الحزب الديمقراطي الكردستاني وانتفاضة إيلول مع إسرائيل: بعد أن أصيب بارزاني بخيبة أمل من الدعم السوفيتي للانتفاضة، اعتقد أن مواقف إسرائيل وكلماتها في الولايات المتحدة يمكن أن تضمن أن الولايات المتحدة ستكون إلى جانب الثورة الكردستانية، ولكن في الواقع، اتفقت إسرائيل وشاه إيران على أنه يجب أن يكون لديهما سياسة واحدة حول انتفاضة إيلول وهي استمرار الحرب وعدم الوصول إلى نتيجة حاسمة لأي من الجانبين، الفوز أو الهزيمة.
ويتهم بارزاني، إسرائيل بأنها كانت على علم بخطة اتفاق الجزائر مسبقا، وأن مسؤولية إسرائيل عن انهيار انتفاضة إيلول لا تقل عن إيران والعراق والولايات المتحدة.
ويقول مسعود بارزاني عن دور إسرائيل في انهيار انتفاضة إيلول: “أعتقد أن إسرائيل كانت على علم بالمؤامرة الجزائرية، ولو كانت لديها نوايا حسنة، لكان بإمكانها إجبار شاه إيران على وقف هذه الخيانة بخطابه غير المحدود مع السياسيين الأمريكيين، لكنه في الحقيقة لم يفعل شيئا وشاهد التغييرات في السياسة الأمريكية بينما على الأقل كان بإمكانه أن يحذرنا قبل المؤامرة.
وأكمل: لا أعتقد أن مسؤولية إسرائيل عما حدث لشعبنا في عام 1975 هي أقل من مسؤولية الآخرين، الحقيقة هي أن إسرائيل لم تكن أبدا مستعدة للتضحية بأبسط مصالحها لمد يد حقيقية للشعب الكردي عندما احتاج إليها.