الخميس - 12 ديسمبر 2024

لماذا فشل التحليل السياسي في العراق؟!

الخميس - 12 ديسمبر 2024

حسام الحاج حسين ||

ينطلق التحليل السياسي في معظمه في العراق من نظرية المؤامرة ، وايضا من دوافع التسقيط و الكراهية والتطرف . وهنا يمكن ان نتحدث عن بعض السمات السلبية العامة في التحليل السياسي العراقي ،
أن الأغلب الأعم هو تحليل فاشل لأنه لم يكن مبني على قواعد العلوم السياسية اطلاقا . وهو تحليل اشبه بالأحلام اي مايحلم به المحلل السياسي يسوق على شكل تحليل ،، وايضا ياخذ شكل شو اعلامي وصراع الديكة في معظم الأحيان . وهو ماتبحث عنه بعض القنوات المغرضه وهي قنوات مموله وظيفية غايتها نشر الكراهية .
الرشادة في التفكير معدومة .
لان هناك عناصر حاكمة لهذا التحليل السياسي .
هناك قوى ضاغطة هي من توجه المحلل في اختيار مايقول .
لايستطيع المحلل السياسي العراقي ان يغادر القالب او الأطار الذي رسم له . لذلك تجده بعيد جدا عن المهنية والحياد والموضوعية .
من ابرز العناصر الضاغطة هو الأستبداد والظلم والترهيب .
حيث لايمكن للمحلل السياسي ان يتجاوز الخطوط الحمراء في النقد او النقاش لشخصيات وزعامات تمتلك السلاح والسلطة والقانون احيانا .
كذلك الجهل والتخلف حيث لايمكن لهذه السمات الا ان تنتج منتجات متخلفة وجاهلة ومنها المحلل السياسي المتطرف . لانه المنتج الطبيعي للتخلف والجهل وهو يستطيع الوصول الى الشاشة ومخاطبة الجمهور في بلد يفتقر الى المعايير المهنية والثقافية ..!
يخاطب المحلل المتخلف جمهوره الساذج من خلال معلومات مغلوطه وبيانات مضللة وحتى التاريخ والجغرافية يقدمها بطريقة مشوهة تنطلي على الجمهور . كأن يقول ان دجلة والفرات تنبع من إيران مثلا ..!
هذا النوع من التحليل السياسي الشعبوي هو الرائج وهو مبني على مايرضي الجمهور ولاعلاقة له بالتحليل السياسي المهني مطلقا ..!
ومن الطبيعي ان يكون هذا المنتج المتخلف هو صناعة محلية من بيئة تريد ان تسمع مايجب ان تسمعه .
ايضا يستقطب المحلل السياسي الفاشل جمهوره بطريقة التنجيم ويسرد ما يتشوق الجمهور المتحزب من سماعه حتى وان كان تضليل وكذب ،
ان نشاط التحليل السياسي يشهد زياده في حجم المشاركات عند اندلاع الأزمات السياسية لانها جزءمهم من تغذية الكراهية والتحريض على العنف . وهناك محلليين يلوحون للبعض بالتصفية الجسدية او الأعتقال . وعلى الأغلب البعض منهم مسلحون وهم داخل الأستوديو من الغير الحمايات ..!
ان فائض الكراهية عند البعض لايمكن ان تكون مادة قابلة للهضم العقلي . هناك موجات من الكراهية في التحليل السياسي ( كراهية دينية و عرقية و طائفية وحزبية )
وتستند معلوماتهم على مواقع التواصل الأجتماعي والتي تحمل في طياتها معلومات مشوهه ومضللة بشكل مخيف ..!
يذهب البعض في تحليله الى ارضاء المستبدين على حساب الحقيقة .
وهو يتمتع بحماية من قبل الزعيم او القائد او الحجي والخ .
ان الأمراض التي تنتشر في بنية العقل الجمعي لدى المجتمع هو نتيجة هذا السلوك الغير منضبط .
ان فائض الكراهية احدى منتجاته هو التسقيط والأنكار .
ويذهبون بعيدا عن المهنية والحيادية والبحث عن المعلومات الحقيقية . لكنهم يتفقون على شيء واحد ومهم وهو التضليل وتشويه الحقائق لصالح فاعل سياسي اثبت فشله طوال عقدين من الزمن .!
لوكان هؤلاء في بلد صحي ومفعم بالحيوية لكان يرمى بهم الى مزبلة التاريخ .

مدير مركز الذاكرة الفيلية