أول من طبع مع اليهود عمر بن الخطاب..!
علي الخالدي ||
العهدة العمرية: وهي احد المعاهدات التي ساهمت في مسالمة اليهود , وباقي الاديان التي كانت تسكن في ارض فلسطين منذ اكثر من اربعة عشر قرن.
حيث ان هذه الوثيقة يحاجج بها الكيان الصهيوني المسلمين اليوم، والذي ما يزال للمعاهدة صورة موجودة في بطريركية الروم الأرثوذكس(كنيسة القيامة) ومتمسك بها جامع الأزهر والاعراب بمهادنة ومداهنة الصهاينة، إذ وصفها شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب بأنها وثيقة: ارست قواعد التعايش السلمي في القدس! ووثيقة استند إليها الرئيس المصري انور السادات سنة 1979 ميلادية، واسموها آنذاك(معاهدة السلام) وبواسطة المعاهدة العمرية، استطاع عمر بن الخطاب ارجاع 70 عائلة يهودية في طبرية بالعودة إلى القدس التي تقع تحت حكم المسلمين.
يبرر اليوم العمريون المعاهدة السيئة الصيت, على انها كانت من اجل السلم الاجتماعي، بين الروم والمسيح، بينما هي مكنت لليهود وجودهم، ومنعت من ان يتعرض لهم احد وآمنت حياتهم في فلسطين، كما هو سائر مع المسيح وغيرهم، ومن تلك الحادثة بدأ يفكر اليهود بجمع شتاتهم، في الارض التي طردهم منها الملك البابلي “نبوخذ نصر” قبل اكثر من 600 عاما قبل الميلاد, حيث ان العهدة لم تتعرض لعدو المسلمين “اليهود” بل اكتفت بعدم مساكنتهم مدينة القدس, اما باقي الاراضي الفلسطينية التي كانت تتداخل مع جنوب لبنان وسوريا وغرب الاردن, لم يمنعوا منها.
كتب عمر بن الخطاب لأهل إيلياء (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638هـ كتابا أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم، واشترط ألا يسكن أحد من اليهود معهم في المدينة، وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين, فيما يلي نص العهدة:
“بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها.. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود, وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم, وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية.
شهد على ذلك: خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان.
مصدر: كتاب أحكام أهل الذمة ج3 للعلامة ابن القيم الجوزية
مصدر: الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المجلد الثاني، دار الشروق، القاهرة، 2003.