تكوين..لن تكون اخر الغيث..!
د. ربيع صالح ||
الجدل الدائر الان في مصر وفي غيرها من مجتمعات سنية حول (تكوين) بين قادح ومادح وبين مرحب ومعاد ما هو إلا مؤشر على الأزمة الفكرية التي تعاني منها المجتمعات السنية التي خرج منها مثقفون ومفكرون يعتزون بدينهم وتراثهم لكنهم وجدوا في هذا الدين ( السني) والتراث ما يناقض القرآن والعقل والمنطق. لقد خلق الله الإنسان وكرمه بنعمة العقل الذي خلق مجبولا على التفكير القائم على البداهة والمنطق لكن الدين (السني) يحرم التفكير بل ويكفر أصحابه وهكذا وجد العقل السني نفسه مشتتا بل وممزقا بين التفكير والتكفير. يقرا المثقف السني حديث العشرة المبشرة لكنه يجد أن ثلاثة من هؤلاء العشرة تقاتلوا في حرب طاحنة راح ضحيتها ثلاثون الف كلهم صحابة أو تابعين.. فيحاول أن يفكر أو يوفق بين الأمرين فياتيه صوت فقهاء مذهبه اننا نهينا عن الخوض والتفكير فيما شجر بين الصحابة فيقف حائرا بين التفكير والتكفير!
ويقرا السني في القران أن الطلاق ثلاث مرات لكن عمر جعلها طلقة واحدة فيحاول التفكير مرة أخرى بين الأمر الإلهي الواضح في القران الكريم وبين الأمر البشري الصادر عن شخص بلغ به الجهل أن لا يعرف كلمة (أبا) في القرآن العربي وهو ابن جزيرة العرب!
مرة أخرى يحاول المثقف السني أن يفكر في هذا التناقض الواضح لكنه يجد نفسه بين أمرين لا ثالث لهما.. التفكير أو التكفير!
تكوين كما اراها وبحسب متابعتي لمقالات ومرئيات بعض اقطابها مثل يوسف زيدان وابراهيم عيسى هي انتفاضة عقل على تراث يقيد العقل بل ويمسخه إلى حد الخبل!
ما معنى أن تكون الكتب التي تروي احاديث الرسول صحاحا لا يجوز نقض حديث واحد منها ؟ ما معنى أن يكفر الشخص الذي لا يؤمن بطهارة بول البعير واستحباب شربه؟؟ إلى غير ذلك من بدع وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان.
قال الإمام الصادق عليه السلام أن جاءكم عنا ما يخالف القرآن فاضربوا به عرض الحائط لذلك لا توجد لدى اتباع الإمام الصادق كتاب مقدس غير القران.. أما كتب الأحاديث مثل الكليني وغيره فيقولون بأنه حوى الكثير من الأحاديث التي لا يؤمنون بها وبنسبتها إلى الرسول.
تكوين بداية شرارة التفكير في ذلك التراث الذي كان لكعب الاحبار والطلقاء الدور الأكبر في صياغته وتصديره على إنه دين الإسلام والاسلام بريء منه.