معالم الحج النبوي الأصیل وأبعاده..!
د.محمد العبادي ||
الإسلام عبأ المسلمین في اکثر من شعیرة ؛ ومنها شعیرة الحج ، حیث دعاهم إلی تلبیة الدعوة لمن استطاع إلی ذلك سبیلاً قال تعالی : ( وأذن في النٌاس بالحج یأتوك رجالاً وعلی کل ضامر یأتین من کل فج عمیق).
ان تلك التعبئة للناس لم تکن تعبئة بلا مضمون ، ولم یکن ذلك التجمهر بلا معنی . إنٌه نوع من التحشید البشري في مناسك عبادیة ذات أبعاد سیاسیة في إظهار القوة أمام المشرکین واعلان البراءة منهم في ذلك المکان والتوقیت المناسب ( وأذان من الله ورسوله إلی الناس یوم الحج الأکبر أنّ الله بريء من المشرکین ورسوله).
إن الحج النبوي الأصیل لیس حجاً صوریاً جامداً ، بل کان حجاً یحمل ابعاداً و منافع مختلفة ( لیشهدوا منافع لهم) فما هي تلك المنافع التي یشهدها الناس بتکتلهم وحضورهم الکبیر ؟!.
لاشك إنها منافع عامة تصب في خدمة المسلمین .
ولو کان الحج النبوي خالیاً من الوظائف والأبعاد الأخری؛ لطمر الإسلام في مکة ، ولما انتشر نوره في المدينة أو في اماکن أخری .
إنّ الحج هو قیام لله ورفض لغیره ( جعل الله الکعبة البیت الحرام قیاماً للنّاس..) .
لنفترض جدلاً ان الحج لهذا العام أي سنة ( 1445/2024)سیحضره او سیشهده (۱۰)ملیون مسلم ویقوم هذا الجمع الغفیر بأداء مناسکهم وشعائرهم العبادیة الصرفة فقط ثم یعودون إلی أدراجهم ؛ فهل سیکون ذلك الحج حجاً یرفع حیفاً عن مسلم أو یخفف من معاناة أهلنا في غزة أو غیرها.
وماذا لو رمی المسلمون الجمرات ورجموا الشیطان أو الحائط الذي یرمز إلیه بألف حصاة ولم یرجموا شیاطین الإنس من الصهاینة وحماتهم الغربیین، فهل سیوقف ذلك جرائم القتل الأعمی بحق الفلسطینیین أو سیخفف ذلك من معاناتهم .
أیها المسلمون لقد رمیتم سابقاً رمز الشیطان المنصوب في منی ملایین المرات؛ وعلیکم ان ترموا بحجارتکم وألسنتکم شیاطین الإنس من الصهاینة والغربیین الذین قعدوا لکم کل مقعد فاحتلوا ارض فلسطین ونهبوا ثروات المسلمین ، بل جاءوا إلیکم بقیمهم الهابطة في نشر المجون والفساد .
أیها الحجاج قدموا هدیکم وذبائحکم یوم النحر ، لکن هل تنفعکم وانتم تشاهدون أهل غزة محاصرون یبحثون عن کسرة خبز تعلل امعائهم الخاویة .
إنّ الحج الحقیقي فیه تلبیة حقیقية في نبذ رؤوس الشرك التي تزعم أنها تملك القوة المطلقة، وتقتل الناس بلا رحمة . إن الحج الحقیقي فیه استجابة واقعیة واعتراف حقیقي بربوبیة الله وفیه رفض للذین من دونه 🙁 لبیك اللهم لبیك .لبیك لا شریك لك لبیك . ان الحمد والنعمة لك والملك لا شریك..).