الأحد - 16 فيراير 2025

ما معنى إخراج المؤمنين من الظلمات ؟!

منذ 9 أشهر
الأحد - 16 فيراير 2025

🖋 الشيخ حسن عطوان النحوي ||

سألني بعض الإخوة أنَّ الله سبحانه يقول:

( اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) [ البقرة : 257 ] .
فما معنى إخراج المؤمنين من الظلمات ؟!
كيف يكونون مؤمنين وفي نفس الوقت هم في ظلمات ، ويحتاجون أنْ يخرجهم الله سبحانه منها ؟؟
وما هو النور الذي كان فيه الكفار ويخرجهم الطواغيت منه ؟؟
🖋 والجواب :
– أمّا الظلمات التي يُخرِج الله سبحانه منها المؤمنين فهي ظلمات المعاصي والشهوات والغرائز ، يخرجهم منها الى نور المعرفة والطاعات .
– وأمّا النور الذي كان الكفار فيه فيخرجهم منه الطواغيت فهو فطرة التوحيد التي قد غُرست في جبلّة كل إنسان ، لكنّه قد ينحرف عنها بطاعته لطاغوت أو لهوى أو شهوات ، فالمراد بالنور هنا : هو نور التوحيد الذي جُبِل عليه الإنسان
– وأمّا الظلمات التي يُخرَج اليها الكفار فهي ظلمات الكفر والشهوات والمعاصي والعناد للحق .
– ولعله من المناسب أنْ نشير هنا الى أنَّ الله جلّ وعلا لا يجبر المؤمنين على الخروج من الظلمات إلی النور ، ولا يجبر الكفّار علی الخروج من نور التوحيد الفطري الى ظلمات الكفر ، إنّما أعمال هؤلاء هي التي تقودهم الى هذا المصير وتوصلهم لهذه العاقبة .
نعم شاءت إرادته عزّ وجل أنْ يخلق الإنسان مختاراً ، إمّا شاكراً وإمّا كفوراً
– وأمّا المراد من الطاغوت : فهو كل معبود أو مُطاعٍ من دون الله ، كالأصنام والشياطين وقادة الضلال ، وأمثال ذلك .
والله العالم .