من الغريب ان يحدث العكس في واقعنا العراقي..!
إحسان باشي العتابي ||
الحياة بطبيعتها، مليئة بالمواقف الإيجابية والسلبية،لذلك فإنهما ملازمان لها، منذ بدء الخليقة، والسبب بذلك، يعود إلى اختلاف اخلاق البشر،وخير شاهد ودليل، مقتل هابيل على يد أخيه قابيل آنذاك ،لذلك فان تلك القضية مفروغ منها،نعم تبقى قضية السلب والإيجاب نسبية،بين زمن وآخر،وهو طبيعي جداً ،كما أراءه بمنطق العقل.
اما حجة الظروف، التي يعتمدها البعض ،لتقييم زيد او عمر،او مجتمع إلى مجتمع آخر ،او زمن إلى زمن ،فهي كلها مجرد أوهام ،يحاول أولئك البعض، إقناع انفسهم بها،لانه ببساطة ،الظروف هي نتيجة طبيعية، لما نوهت عنه سلفاً ،وأقصد “اخلاق البشر”،لأنها قطب الرحى،التي هي السبب ،بغلبة الخير او الشر.
لهذا تبقى افعال البشر ،هي الفيصل، اما ان يترك ذكرى طيبة ، اوسيئة لنفسه،عند الآخرين ،سواء الذين يعرفوه عن كثب، او من تاثر بتلك الأفعال ،بخيرها وشرها، او حتى من اطلع عليها بعد برهة من الزمن،والتي تكون سبباً طبيعياً بمدحه او ذمه.
لن اكون مبالغاً في حكمي،إذا ما قلت،ان العراق بعد الاحتلال الامريكي له عام 2003، بل لعله منذ تأسيس الدولة العراقية، في سنة 1920وإلى الان ،انتقل من المالك إلى المملوك! ومن الممتلئ بالإيجابيات ،إلى شبه خالٍ منها! ومن الوجود إلى العدم! ومن الحياة إلى الموت!
ما اود قوله..ان قضية عميد كلية علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، في جامعة البصرة، والتي كشف عنها النقاب، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ،هي للأسف الشديد، باتت جزءاً من واقع العراق ،بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 ،فلا غرابة من حدوث مثل تلك الممارسات، بل وحتى تكراراها مستقبلاً، لدى البعض من تلك الطبقة،التي من المفترض ،انها من تأخذ بيد جيل الشباب ،على وجه الخصوص ،والمجتمع عموماً، نحو بر الأمان ،بل وخير من يمثل البلد كذلك.
بل ان الغريب في الأمر، هو عدم حدوث مثل تلك الأفعال المخزية!!! في ظل ما يشهده البلد،من ازمة اخلاقية تعصف به، و لأكثر من عقدين من الزمن، وعلى كافة الاصعدة كما اسلفت!!! وهنا استشهد ببيت الشعر القائل”إذا كان رب البيت بالدف ضارباً،فشيمة اهل البيت كلهم الرقص”رغم أنني أتحفظ ،على مبدا الإطلاق وعدم التخصيص فيه ،ولو كان المقام يسمح بتبيانها لبينتها ،لكن للأسف لا يسمح بها.
ربما سيخالف رأيي الكثير من المتابعين،لكنها تبقى الحقيقة الحاكمة، التي خضع لها، وتعامل معها الأعم الاغلب من العراقيين!!! اما الذين لم ينصاعوا ، لمجريات تلك الأمور ، بسبب حفاظهم على ثوابتهم الاخلاقية الرفيعة،فهم من المؤكد ،يعيشون مرغمين ،في هكذا واقع محزن ومخزي،بأمل ان يتغير نحو الإيجابية ،التي يطمحون اليها، وهذه لن تحدث،لتكون واقعاً نعيشه جميعاً ،بكل تفاصيل حياتنا اليومية،بدءا من علاقة العائلة الواحدة فصاعداً ،إذا لم تكن هنالك نية حقيقية، للرجوع إلى جوهر الاخلاق الرفيعة،التي اخذت بالاندثار كما أوضحت سلفاً.