محمد الصدر مرجعا..صاحب رسالة..!
الشيخ محمد الربيعي ||
فإن ما ورد من الثناء على العلماء إنما هو لدورهم العظيم ونفعهم الجليل، فالله تعالى امتدحهم في كتابه فقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الزمر:9]، وقال سبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة:11]، وقال -عز من قائل-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28]. والرسول الخاتم ( ص ) جعل فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وفي رواية: “كفضلي على أدناكم “.
أفيظن مغرور أن كل هذا الثناء والامتداح على بلوغ هذه المنزلة بلا مقابل يقدمه العلماء ولا مشقة يجدونها في مكابدة الحياة الدنيا وتبليغ الحق؟! كلا، فإن عليهم في مقابل هذا الثناء العظيم والأجر الكبير رسالة تتضمن مهامًا عظيمة من الدين .
■ ومن أول هذه المهام
● بيان الدين للناس كاملاً، لا تأخذهم في ذلك لومة لائم؛ يقول تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ) [الأحزاب: 39]، ويقول: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ). [آل عمران: 187]، ويقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ) [البقرة: 159]، ويقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ). [الب