الجمعة - 17 يناير 2025

أقول لكم: أيها الإخوة اصرخوا..!

الجمعة - 17 يناير 2025

محمود وجيه الدين ||

– 2024/5/12م

أطلق المتكلمُ الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) في تلك المحاضرة شعار الصرخة لأوّل مرة في قاعةِ مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) محافظة صعدة- مَرَّان «3 ذو القعدة 1422هـ – 2002/1/17م» ، هو شعار الصرخة : «الله أكبر،الموت لأمريكا،الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» بهتافٍ تاريخي، وأثرٌ مُخلَّدٌ، ونقلةٌ نوعية في المرحلةِ الصفرية، فقد استمرّتِ-بفضل الله- النُقل والمراحل في هذا الشعار على مرِّ السنوات، فهو المتمنطق بهدى القرآن، ويمكن أن نقول عنه؛ آلةٌ مُيّسرة فعَّالة لأبناء الأمة العربية والإسلامية لعمل موقف أخلاقي وديني ضد أعدائهم، ومنذُ أول إنطلاقتهُ له الآثر المتعاظِم رغم بدائية الظروف؛ فهو قد أرغى سخطَ أمريكا وإسرائيل وشكّل خطورةً بالغة عليهم، لاسيما أنه امتثل أَزبادٌ على المنافقين، وحقًّا كالمغناطيس يُمغنِط : الباحثُ عن ضالته، والحائرُ في أمرهِ، والتائه في المَسير، والجاهل في السُبل… وغيرهم من الفئات. ربما الآن سيتساءلُ أحد القرَّاء، سيقُل ماذا يختلف «شعار الصرخة» عن الشعارات والمُسميّات لجماعاتٍ أخرى حتّى يُصبح كالمغناطيس؟ أقولُ بكُلُّ وضوح ، إنّ الشهيد القائد (رضوان الله عليه) -إذا جاز التعبير- تجاوز المسافات، واختصر الزمن، وقدَّمَ رؤية -عمومًا-مجددة شامِلة لصلاحِ ونجاة هذه الأُمة في الدنيا والآخرة بعيدًا عن أي مُسمَّى مذهبي وتحت عنوان العودة إلى القرآن الكريم.

نجحَ فاعلية هذا الشعار-بعون الله- الذي كان نصًّا لصوتِ الحق، والباطل لأنه يجسّد الشر، وهذه سنة كونية؛ فيُوجّه الباطل بوصلتهُ في اتجاه الحق دائمًا وأبدًا؛ فكان السفير الأمريكي في اليمن «عهد النظام السابق» الذي حينئذٍ يدير الحكومة في صنعاء ومتدخّلٌ بالكبيرة والصغيرة، وحينما انتشرَ هذا الشعار، قام هو بتوجيهِ الحكومة أن تَعتقِل مردَّدين هذا الشعار في المحافظات المُنتشرين بها، كذلك شنَّت الحكومة حملات تشويه دعائية ضد هذا الشعار ومردَّدينه ، وعندما تحرَّكوا في حركة التشويه والإعتقال وثمَّ شنّ «الحروب الست»، فيذكر الشهيد القائد (رضوان الله عليه) نقطة مهمة في أحدِ ملازمه :[ عندما قالوا: هناك ضغوط من أمريكا، نقول لهم: نحن وأنتم علينا ضغوط من الله، ما ضغوط الله أشد؟ ضغوط الله، تهديد وراءه جهنم، أنت تقول لي أبطِّل وأنت تريد تتوقف أنت وتعمل كلما يريدوا لأن هناك ضغوطاً من أمريكا، ضغوط الله هي أشد وهي أخطر، وواجب عليَّ وعليك أن تحسب حساب الضغوط من الله، التي هي أوامر بعدها تهديد بجهنم, بعدها تهديد بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة].

لم ينعدم أو يضمحِل هذا المشروع وهذا الشعار، وبعد مرور عشرون ونيف، رغم كل أنواع الظروف، لكن الله سبحانه هو من يضع العواقب والأسباب ويُحقق النصر، كُلّما أُشاهد المَقطع عندما صدع الشهيد القائد وحين تَعالى الهتافُ في تلك القاعة بالأمس، وحينما أجِدُ اليوم أصبح الملايين من الشعب اليمني يصرخ هذا الشعار، ووصل صدارة هذا المشروع إلى الشعوب العربية والإسلامية وأرجاء العالم؛ فإنني اتأسى، والعينين تدمع قليلاً، يستشعر القلب هذه العظمة ،فقد صدقَ فعلاً الشهيد القائد (رضوان الله عليه) عندما قال: [ وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى] إن كلمة الحق العظيمة لايمكن تكميم أفواه من هتف بها، أو قتلُ قائلها لأجل أن يجعلها تتلاشى وتنتهي القصة ، بالعكس، إنّ كِتاب البقاء والإنتصار له ثمنٌ باهظٌ يَعرِفه من كان في تلك المرحلة الصعبة ومن عاش كمِثلها، فالثمن؛ هو ما تُقدِّم النفس والنفس التي كانت أقلامًا، والدماء الطاهرة التي كانت مدادًا، والأجساد التي كانت أوراقًا، والكلمات والأصوات الحُرّة كانت الثروة اللغوية، هُنا يتألف كتاب البقاء والإنتصار. وعندما نذهب من قديم، أمام هذه الأحداث، ونرى اليوم انتشار شعار الصرخة لنقل عن الواقعينِ: كانت مجرد أصواتٌ قليلة تحاربها الحكومة خدمةً لأمريكا،ففشِلوا بإسكاتِها ، والآن تلك الأصوات القليلة صارت صوتُ الحكومة حاليًا!، ؛لتُصبح تلك الأصوات هائلة وتتطوّر إلى صواريخٍ ومُسيّرات على أمريكا وإسرائيل بفضل الله تعالى.